أكد الدكتور صلاح الطحاوي, أستاذ القانون الدولي, أن الإرهاب ظاهرة عالمية وليست ظاهرة إقليمية أومحلية تقتصر علي شعب بعينه, أو علي أصحاب ديانة معينة قائلا إن الإرهاب والعنف والتطرف لادين له ولا وطن, وأنه مهما بلغ التقدم التكنولوجي والأمني فإنه لن يمكنه منع الجريمة.. فإلي نص الحوار... * في البداية هل الارهاب ظاهرة محلية أو إقليمية أم أنه ظاهرة عالمية؟ أود أن أؤكد أن الإرهاب والتطرف لادين له ولا وطن, كما أنه له العديد من الاشكال والصور, فهناك التطرف الفكري, وهناك التطرف الديني, وهناك التطرف السياسي, كما أن حدود الإرهاب والتطرف لاتقف عن حدود دين أو وطن وما يؤكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية هو وجوده في كثير من بلدان العالم سواء كانت دول متقدمة أو دولا عالم ثالث. * ولكن البعض يحاول ربط الارهاب والعنف بدول الشرق الأوسط والدول الاسلامية؟ كل من يحاول إلصاق تلك التهم والأكاذيب بدول الشرق الأوسط أو بالدول العربية أو الاسلامية مخطئ وليس منصفا في رأيي, لأن كل دول العالم تشهد أحداث عنف وقتل وإرهاب. ولكن زيادة معدلات البطالة وخاصة في فئة الشباب في تلك الدول قد تكون أحد الأسباب المهمة لظهور تلك الأحداث بشكل أكبر بالمقارنة بالدول الاوروبية وامريكا. كما أن إلصاق تلك الأكاذيب بالدول العربية ليس له دليل أو سند, بل إن تلك البلاد هي مهد كل الأديان السماوية التي دعت إلي السلام والتعايش مع الآخر, والدين الاسلامي يحض ويدعو إلي احترام الآخر, والسلام والتعايش بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو الفكر. * هناك العديد من الأحداث التي شهدها الغرب خلال الفترة الأخيرة, لماذا وقعت؟ ولماذا فشلت الأجهزة الأمنية في تجنب حدوثها, أو القبض علي المخططين والمنفذين قبل ارتكاب الجريمة؟ هناك شيء مهم لابد من الانتباه له وهو أو الجريمة طبيعة بشرية وموجودة منذ بدء خلق الإنسان وسوف تستمر حتي قيام الساعة,ولايمكن القضاء عليها, فالخير والشر في صراع أزلي ولن ينتهي والجرائم التي وقعت في الغرب خلال الآونة الأخيرة لها دوافع مختلفة فبعضها لأسباب سياسية وبعضها لأسباب اجتماعية وبعضها لأسباب اقتصادية. * هل تمكنت الدول الأوروبية وأمريكا من منع التنظيمات الارهابية من القيام بعمليات في أراضيها؟ مهما بلغت الأجهزة الأمنية من قوة وكفاءة عن طريق استخدام أحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية فإنها لن تتمكن من منع الجريمة, فكلما تطور فكر المكافحة تطورت أيضا أفكار وأساليب تنفيذ الجرائم. * ولكن كيف يمكن الحد منها؟ لابد ان يدرك الجميع أننا نعيش في أرض واحدة تحت سماء واحدة, وأن ما يقع في أي بقعة يؤثر علي باقي البقاع ومايحدث في أي دولة من فساد أو عنف أو إرهاب يمتد تأثيره إلي باقي البلاد, فلابد للجميع أن يتعاون لمكافحة الجريمة وتجفيف منابعها, والكف عن سياسة الظلم والعدوان والاستعمار والكيل بمكيالين. * هل نجحت الحرب المزعومة علي الإرهاب في محاصرته أم أدت إلي انتشاره علي نطاق أوسع؟ تلك الحرب في حد ذاتها ارهاب وتطرف من جانب القائمين عليها, ومقولة من ليس معي فهو ضدي تنم عن تطرف فكر أصحابها, فتلك الحروب المزعومة أدت إلي زيادة الارهاب لشعور بعض الدول بالظلم والعدوان, كما أنها حروب في أصلها بهدف الاستعمار واستنزاف خيرات تلك الشعوب وتقييدها اقتصاديا. * هل تعتبر حوادث إطلاق النيران المتكررة في الولاياتالمتحدة علي التجمعات المختلفة وآخرها الاعتداء علي عضوة الكونجرس مجرد حوادث أم تدخل في نطاق الأعمال الارهابية؟ أي أعمال أو جرائم تنطوي علي ترويع الآخرين فهي في حد ذاتها إرهاب وعنف وتطرف لايجب السكوت عليها وتضع منفذيها تحت طائلة القانون, كما أن أي حدث يمس الأمن القومي لبلد من البلاد يعتبر جريمة إرهابية. * هناك العديد من الحركات السياسية في الغرب رغم تمتع المجتمع بالديمقراطية والحريات العامة ما أسباب ذلك؟ أولا كل تلك الحركات تنطوي علي فكر متطرف وأغلبها حركات ضد المسلمين وبعضها نابع من أفكار سياسية وعقائدية وأكثرها نابع من فهم غير صحيح للآخر. وأي تعصب صاحب فكر أورأي فهذا تطرف وعدم إحساس بقيمة وفائدة الاخر. * ولكن استقرار الأوضاع الاجتماعية وارتفاع مستوي المعيشة لم يمنع ظهور تلك الحركات؟ كما قلنا من قبل فليست الاسباب قبول الاخر. * وهل المواقف السياسية للغرب ساهمت في زيادة العنف والتطرف والارهاب؟ تلك المواقف المناصرة والداعمة للعدوان الاسرائيلي علي الحقوق العربية وانتهاك المقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية والمواقف السلبية من القضية الفلسطينية والحرب علي أفغانستان والعراق ساهمت في زيادة العنف والارهاب والتطرف. وخاصة أن هذا التوجه الخاطئ من تلك الدول أدي إلي زيادة الاحساس بالظلم والاضطهاد من قبل بعض الشعوب.