تحول قصر ثقافة ومكتبة العقاد الشهيرة على كورنيش النيل بمدينة أسوان، إلى سوق للمشغولات اليدوية والمنتجات السودانية بشكل أخفى معه وجود قصر الثقافة، في الوقت الذي وقف فيه مسئولو الثقافة في المحافظة مكتوفي الأيدي أمام هذه الواقعة، في ظل رفض أجهزة الأمن والمحليات التعامل مع الواقعة. والبداية كما رصدتها "المصريون"، مرورًا بمنطقة البنوك بكورنيش النيل باتجاه شارع الشواربي الشهير، تجد سوقًا كبيرًا لبيع المنتجات والمشغولات اليدوية السودانية التي احتلت رصيف وأماكن الدخول والخروج وبوابات قصر ثقافة العقاد، وحولته إلى معرض كبير للمنتجات السودانية ورسم الحناء وبيع العطور السودانية الشهيرة. ويعتبر السوق السوداني أكبر تجمع للمواطنين السودانيين القادمين من عدة مناطق سودانية إلى أسوان عبر ميناء السد العالي. وتقول أم النصر بركات، من ولاية كسلا بالسودان: "إننا قدمنا من السودان عبر العبارة النيلية "ساق النعام" بميناء الشهيد الزبير بمدينة حلفا باتجاه مدينة أسوان لبيع وعرض المنتجات السودانية التي يقبل عليها أهالي أسوان والجنوب في ظل تقارب العادات والتقاليد التي تجمع شعبي وادي النيل. وأضافت أن أهم منتجاتها التي تقدمها للزبون الأسواني وأهالي النوبة البخور والخمرة والدلكة السودانى والكركاد والخورديمان والمشغولات الصينية والهندية والعطور والحناء ذات الطرازات القديمة السودانية. كما أوضحت عائشة الحاج عبيد، مواطنة سودانية قادمة من منطقة حلفا، أنها تشتهر برسم مناطق اليدين والأرجل والرقبة للسيدات والفتيات خاصة المقبلات على الزواج، وتختلف أسعارها كما تقول بحسب درجة الصبغة واللون الذي تتعامل معه مع كل زبون. وتابعة أنها تتكسب من مجال رزقها يوميًا ما يقرب 100 جنيه، وهو مكسب معقول مقابل غلاء الأسعار الذى تشهده أسوان التى لا تختلف كثيرًا على منطقة حلفا والولاية الشمالية فى السودان خاصة فى العادات والتقاليد. وأضافت سعاد محجوب، مواطنة سودانية قادمة من منطقة شندى بالسودان، أنها لا تشعر بالاغتراب تمامًا فى أسوان حيث تعمل وكأنها فى السودان. وأشارت إلى أنها تعلم جيدًا أنها تقف على رصيف أحد أشهر المكتبات الثقافية التاريخية ليست فقط فى أسوان ولكن فى مصر، فى ظل أن الكثيرين حدوثها عن أن القصر يضم بقايا تراث الأديب وعملاق الأدب المصرى والعربى عباس محمود العقاد. وتابعت أنها ترافق عدد من البائعات السودانيات فى تكسب رزقها على رصيف مكتبة وقصر ثقافة العقاد، حيث تبيع المفروشات والمنتجات والأدوات والمشغولات اليدوية السودانية الشهيرة خاصة الجلدية والملابس وأدوات المطبخ والتوابل والعطور التي تعتبر من البضائع الرائجة بأسوان. مسئولو أجهزة الأمن والمحليات وقفوا عاجزين أمام تلك الأوضاع رغم أن السوق السودانية أنشئت منذ نحو عامين فقط.