انتعشت تجارة الشنطة بين مصر والسودان في الآونة الأخيرة عقب افتتاح منفذي قسطل أشكيت وآرقين علي الحدود بين البلدين. وأصبحت هذه النوعية من التجارة مصدراً للرزق بالنسبة للكثير من السودانيين والمصريين علي حد سواء. يقول عبدالله الشريف صاحب أحد مكاتب التوريدات العمومية والاستيراد والتصدير في أسوان إن عدداً كبيراً من السيدات السودانيات بشكل خاص يعملن في مجال تجارة الشنطة بين مصر والسودان وذلك عقب افتتاح منفذي قسطل وأرقين الحدوديين حيث تجلب السيدات أنواعاً كثيرة من المنتجات السودانية مثل العطور والبخور والحناء ويقمن ببيعها في أسوان وفي نفس الوقت يشترين بعض السلع الكهربائية من أسوان ويقمن ببيعها في السودان أثناء رحلة العودة. أضاف أن الطريق البري سحب البساط من الباخرة التي تعمل بين ميناءي السد العالي ووادي حلفا وسحب معه تجار الشنطة أيضاً لأن الطريق البري أقل في مدة السفر ويستطيع التاجر الذهاب والعودة من وإلي السودان في وقت قصير. ولكن هذا لا يمنع من استمرار إقامة سوق أسبوعي لتجار الشنطة في ميناء السد العالي كل يوم ثلاثاء يتضمن بيع العديد من المنتجات السودانية ويقبل عليه أهالي أسوان بشدة نظراً لرخص أسعار السلع أوضح عبدالله الشريف أن الكثيرين من أهالي السودان حينما يأتون إلي مصر لزيارة أقاربهم أو للعلاج يقومون في نفس الوقت بجلب بعض السلع السودانية معهم لبيعها في أسوان وعقب انقضاء زيارتهم يشترون السلع المصرية ويقومون ببيعها في السودان. وذلك بهدف تخفيف تكلفة الرحلة عليهم من هامش الربح الذي يحققونه من تجارة الشنطة. أشار إلي أن التجارة بين مصر والسودان لها أنواع مختلفة ويعمل فيهاالكثير من التجار بين البلدين من أبرزها تجارة التكامل التي تم إلغاؤها حالياً حيث كانت الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات تسمح بهذه التجارة خلال فترة الثمانينات وحتي أوائل التسعينات وذلك وفقاً لبطاقة تسمي بطاقة تجارة الحدود بين شطري وادي النيل وكانت تسمح هذه البطاقة بمزاولة تجارة الحدود استيراداً وتصديراً بين شطري وادي النيل من خلال جمارك أسوان فقط وتسمح هذه البطاقة بتصدير سلع قيمتها 4 آلاف جنيه. أضاف الشريف أن أبرز السلع التي تأتي من السودان هي الصمغ العربي والكمون والكركديه والتمر هندي واللب والحنضل ولب البطيخ والحناء بينما نصدر للسودان الأدوات المنزلية والمنسوجات القطنية والبلاستيك. قال إن تجارة الشنطة بين مصر والسودان لها بعض المخاطر في حالة حمل الراكب لكميات كبيرة من السلع مثل أجهزة المحمول ومحاولة تهريبها بدون إخطار السلطات المختصة علي المنافذ الحدودية. أضاف أحمد عبدالكريم تاجر أنه توجد الكثير من المكاتب والشركات التي تعمل في مجال التجارة بين مصر والسودان بشكل موسع بخلاف تجارة الشنطة لدرجة أن بعض الشركات لديها مكتب في أسوان وآخر في وادي حلفا أو الخرطوم بدولة السودان الشقيق. كما توجد محلات تجارية في أسوان تشتري البضائع القادمة من السودان ثم تبيعها لمواطني أسوان بعد ذلك. أوضح أن بعض السيدات السودانيات من تجار الشنطة يقمن ببيع المنتجات السودانية في الميادين والشوارع الرئيسية بمحافظة أسوان وتحظي بإقبال كبير من المواطنين المصريين نظراً لأنها منتجات طبيعية وذات جودة عالية. أضاف سامح فتحي من أهالي مدينة أبو سمبل السياحية أنه يجب تعظيم الاستفادة من التجارة بين مصر والسودان بكافة أنواعها عن طريق تيسير إجراءات التصدير والاستيراد وتوفير كافة السلع التي يحتاجها التجار السودانيون في مدينة أبو سمبل بدلاً من أن يضطروا للسفر إلي القاهرة أو المحافظات الأخري لشراء هذه السلع ثم العودة إلي السودان لبيعها هناك. طالب أيضاً بإنشاء منطقة حرة في ميناء السد العالي شرق بمدينة أسوان تضم كافة السلع التي يحتاجها التجار الذين يعملون بين مصر والسودان.