أثار هشام عرفات، وزير النقل، جدلاً حول إسناد إدارة مرفق السكة الحديد لشركات أجنبية كبرى بهدف تطويرها، ما دعا وكيل لجنة النقل بالبرلمان إلى القول إن اللجنة لن تسمح ب"خصخصة" السكة الحديد. وفى كلمته خلال اجتماع لجنة النقل لبحث مشكلات هيئة السكة الحديد بالبرلمان، عقب حادث قطاري الإسكندرية، طالب الوزير بضرورة إسناد إدارة مرفق السكة الحديد لشركات أجنبية، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وافق على دخول شركات أجنبية كبيرة لتطوير ورش السكة الحديد. وكانت منطقة خورشيد بمدينة الإسكندرية، قد شهدت حادث تصادم قطارين بخط القاهرة/ الإسكندرية، الجمعة، أدى إلى مصرع 49 مواطنًا وإصابة 173 آخرين. وقال النائب وحيد قرقر، وكيل لجنة النقل بالبرلمان، إن اللجنة لن تسمح بأى محاولة تهدف إلى خصخصة السكة الحديد وإسناد إدارتها لأى شركة أجنبية. وأضاف ل"المصريون"، أنه جار مناقشة الاستعانة بشركات أجنبية لتطوير هيئة السكة الحديد فقط، دون أن تتولى إدارتها، وأن هذا الأمر مرهون بتعديل قانون السكة الحديد، لأنه لا يسمح بإدخال إدارة أجنبية للهيئة. وأشار إلى أنه تم طرح مبادرة لإسناد إدارة السكة الحديد للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، لافتًا إلى أن اللجنة تستعد لمناقشة الملف خلال دور الانعقاد الثالث الذى ينطلق مطلع أكتوبر المقبل. وقال الدكتور حسن عبد الظاهر، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، إن إسناد إدارة هيئة السكة الحديد إلى شركات أجنبية من أجل تطوير المنظومة "حل خاطئ"، مشددًا على أن الهيئة في أمس الحاجة إلى تطوير الأساليب الإدارية الخاطئة، والتى صارت عبر الزمن ثقافة فكرية تعتنقها الهيئة. وأضاف ل"المصريون"، أن تطوير السكة الحديد يتطلب فى المقام الأول ثورة فكرية على المعتقدات الخاطئة لدى العمال، وتغيير ثقافة ما يقرب من 45 ألف عمال بالهيئة، وتدريبهم وإعادة تأهيلهم، وتوجيه غير القادرين على تطوير أنفسهم والقيام بالمهام المطلوبة منهم إلى قطاعات أخرى. وأوضح، أنه فى حالة الاستعانة بشركات أجنبية لتطوير الهيئة، يجب الحفاظ على أصول الهيئة كملكية مصرية خالصة، واقتصار دور الشركات الأجنبية على الاستعانة بخبراتها وطرح الحلول باعتبارها طرفًا محايدًا، بعيدًا عن ما تعتنقه الإدارة المصرية من فكر خاطئ يعمل على هدم المنظومة أكثر مما هى عليه. وأشار أستاذ هندسة الطرق والنقل، إلى أن السكة الحديد تعانى من تراكم المشاكل الإدارية والفنية، وخسائر تراكمية بلغت نحو 55 مليار جنيه، ووصلت إلى مرحلة تكاد فيها الهيئة أن تنهار، وأن مرتبة هيئة السكة الحديد على مستوى العالم أصبحت ال 78 بعدما كانت رقم 2 بعد المملكة المتحدة البريطانية. وقال إن الهيئة تمتلك كنزًا مفقودًا لا تستغله الاستغلال الأمثل، وهو ما يتمثل فى قطاع نقل البضائع والتى تستطيع الهيئة من خلاله تعويض خسائرها وتمويل مشروعات تطوير قطاع نقل الركاب، ويتحقق ذلك من خلال الاستعانة بشركات القطاع الخاص، وخلق عملية تنافسية مع النقل البري. وعن سبب تكرار حوادث القطارات فى الآونة الأخيرة، أوضح أستاذ هندسة الطرق والنقل، أن الحوادث ناتجة عن غياب دور منظومة الأزمات بالهيئة، وانحلال الدور الإداري، وعدم إعطاء الهيئة مكانتها الصحيحة والتى تنقل 45 مليون مواطن شهريًا من خلال 936 رحلة يوميًا.