فاجئ حزب "مصر العروبة"، الظهير السياسي للفريق سامي عنان، المصريين أمس، بالإعلان عن اعتزم رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقًا خوض معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في العام القادم. فيما ربط سياسيون ومحللون بين الإعلان عن ترشح عنان لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومحاولة التخفيف من حدة الاحتقان الشعبي المتفاقم، ملمحين إلى أنه ربما يكون هناك اتفاق بينه، والفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الأسبق، بانسحاب الأخير من المنافسة المقبلة ومنح الفرصة له لخوض الانتخابات الرئاسية. وأعلن رجب حميدة، الأمين العام لحزب "مصر العروبة"، أن الفريق سامى عنان، الذى شغل منصب رئاسة أركان حرب القوات المسلحة سابقًا، سيترشح بنسبة كبيرة للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2018، حتى وإن لم يعلن ذلك، لأنه سبق وأن كان الأقرب لخوض الانتخابات الرئاسية السابقة ولكن تراجع نظرًا للظرف الذى كانت تمر بها مصر. وأضاف ل"المصريون"، أنه "نظرًا للمشكلات الاقتصادية وحالة التخبط السياسى وزيادة التضخم وتراجع معدلات النمو الاقتصادى قد أدت إلى فقدان ثقة المواطن فى النظام السياسى، ومن ثم تراجعت وتآكلت شعبية الرئيس السيسي، عما كانت عليه فى 30 يونيو، الأمر الذى يعطى الفرصة للفريق عنان، للمنافسة والوصول للرئاسة لأن لكل مرحلة ظروفها وتداعياتها". وأوضح، أنه "إذا فتح المجال لكل القيادات والشخصيات السياسية المعروفة للترشح فى الانتخابات القادمة بمنتهى السهولة، وبكافة الضمانات التى تتيح مناخًا انتخابيًا طبيعيًا دون تدخل من بعض الجهات بالدولة سنرى منافسة حقيقية". ولفت إلى أن "هناك بعض المؤسسات والجهات الموجودة بالدولة تستخدم وتسخر الإعلام وبعض الإعلاميين لتشويه أى منافس أو تخويفه ظنًا منهم أن ذلك يصب فى مصلحة الرئيس السيسى ولكن ذلك غير صحيح بالمرة". وقال مجدى حمدان، نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطي"، إن "إعلان حزب مصر العروبة عن ترشح عنان يرجع إلى احتمالات عدة، أولها "أن المؤسسات السيادية الداعمة للسلطة الحالية تريد التقليل حالة الاحتقان الشعبى ضد السيسي، بسحب البساط من تحت قدميه". وأضاف حمدان ل"المصريون": "الاحتمال الثاني أن عنان اتفق مع الفريق أحمد شفيق على خوضه الانتخابات منفردًا بدعم خليجى مثلما حدث فى انتخابات 2014". وأشار إلى أن "دعم شفيق لعنان لخوضه الانتخابات المقبلة، سيكون له نتائج إيجابية خلال الفترة المقبلة، بجانب الدعم الذى سيتلقاه من جميع الأطياف في مصر، خاصة القوى المدنية والحركات الثورية، التى ترى أنه يمتلك جميع الأدوات السياسية والاقتصادية للنهوض بالدولة من الأزمات التى تعيشها فى ظل النظام الحالي". فى السياق ذاته، قال الكاتب الصحفى محمد الباز، فى اتصال هاتفى مع الإعلامى أحمد موسى على فضائية "صدى البلد"، إن "الفريق عنان قام مؤخرًا بعدة اتصالات تؤكد عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة". وذكر الباز، المؤيد بشدة للسيسي، أن "الفريق عنان قام بثلاثة اتصالات مهمة، بهدف التنسيق مع بعض القوى، وقال إن الاتصال الأول تم مع الفريق شفيق للتنسيق فيما بينهما، وأن الثانى كان لقاء عقده عنان مع أعضاء فى الجمعية الوطنية للتغيير، للحصول على دعمهم". أما الثالث، والذى اعتبره الباز أخطر الاتصالات، "فقد تم بين عنان وأحد الكتاب - لم يذكر اسمه- بهدف التواصل مع شباب الثورة لطلب دعمهم"، مضيفًا أن عنان وافق على مطالبهم بفتح بعض الملفات خلال فترة حكم المجلس العسكرى إبان الثورة. من جانبه، قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، إن "حالة الاحتقان الشعبى نتيجة السياسات الاقتصادية والسياسية التى وضعها النظام خلال عهده، أدت إلى خروج مطالبات بطرح بديل للسيسى حتى لو كان عسكريًا، وبالتالى فمن الممكن أن يكون عنان هو البديل القادم لقيادة مصر ما بعد السيسى". وأضاف ل"المصريون"، أن "حديث البعض عن خوض عنان الانتخابات بتنسيق مع الفريق أحمد شفيق بعدم ترشحه وإعطاء الفرصة للفريق عنان منفردًا لخوض الانتخابات من الممكن أن يكون"واردًا"، ولكن لا يجب أن نجزم بهذا". وأوضح أن "الفريق سامى عنان لم يعلن صراحة موقفه من الانتخابات الرئاسية، على الرغم من أن الأوضاع اختلفت داخل الدولة، وأصبح النظام مرفوضًا فى الشارع المصرى، نتيجة السياسات الاقتصادية، والتى أدت إلى ارتفاع الأعباء على المواطن البسيط، والأيام القادمة ستكشف لنا ما إذا كان هناك بديل سيتم طرحه أم أن السيسى هو رئيس مصر لفترة ولاية ثانية"؟.