التعامل مع الدواعش على أنها جماعات إسلامية .. فخ أوقعنا فيه أعداء الإسلام في الداخل والخارج ، وجعلنا في حالة دفاع عبثي عن الإسلام .. فهم يعلمون أنها الوسيلة الأكثر نجاحا في الترويج لظاهرة الإسلام فوبيا .. هذه في الحقيقة جماعات عدمية لا هدف لها إلا القتل والعنف .. يقول الباحث الفرنسي أوليفييه روي : ( المتطرفون لا ينخرطون في العنف بعد الانغماس في قراءة النصوص المقدسة ، بل إنهم لا يمتلكون الثقافة الدينية المناسبة .. علاوة على ذلك ، فهم ليسوا مهتمين أصلا بالإطلاع على الدين ، فهؤلاء لا يصبحون متطرفين لأنهم لم يحسنوا تفسير النصوص الدينية أو لأنهم تم التلاعب بهم ، إنهم متطرفون لأنهم اختاروا هذا الطريق ، ولأن التطرف فقط هو الخيار الذي يستهويهم ) . فلايوجد في الفقة الإسلامي كله أي نظرية تدعو إلى القتل العشوائي دون دعوة وتخيير وإمهال وفرض جزية .. هذا في أكثر الآراء الفقهية تشددا ... ناهيك عن شروط كثيرة للجهاد غير متوافرة على أرض الواقع وربما لقرون قادمة نتيجة للتخلف الحضاري الرهيب الذي يجعل أكثر أماني شعوبنا أن تجد ما يسد رمقها وينتشلها من دائرة الفقر والجهل والمرض .. لاتوجد في الإسلام جماعات من أجل القتل للقتل .. ولايوجد في الفقه الإسلامي اتجاها أو رأيا فقهيا يحث على الاعتداء على الصوامع والبيع والكنائس .. هذه الجماعات العدمية لاتسعى إلى تحقيق أي شىء على أرض الواقع ولاتحرص على بناء أي نواة لكيان إسلامي له صفة البقاء لإقامة خلافة أو دولة كما يزعم الزاعمون .. يقول أوليفييه روي : ( إن الإرهاب الانتحاري لا يحقق أي نتائج من وجهة نظر عسكرية . وفي الوقت الذي يقر فيه الناس بوجود درجة من المنطقية في الإرهاب البسيط ؛ الذي يتكون من مجموعة من الأفراد العازمين على إلحاق أقصى ضرر ممكن بعدو يفوقهم قوة وعتادا ، فإن هذه المنطقية غائبة تماما عن الهجمات الانتحارية ، إذ إن حقيقة استغلال هؤلاء المقاتلين المتشددين مرة واحدة لتنفيذ عملية انتحارية هو أمر يفتقد للعقلانية . ثم إن هذه الهجمات الإرهابية لا تجبر المجتمعات الغربية على الاستسلام ، بل إنها تحدث ردة فعل عكسية . كما أن هذا النوع من الإرهاب يحصد اليوم أرواح المسلمين أكثر من مواطني الدول الغربية ) . فضلا عن أننا لم نر ولم نسمع داعشيا واحدا يدعو إلى الإلتزام بتعاليم الإسلام أو يدافع عن الأفكار والتصورات الإسلامية أو يحاول شرح اصول الإسلام والإيمان والأخلاق .. لايدعون إلا إلى فكرة واحدة هي الحرص على الانتحار بعد القتل العشوائي وتدمير كل شىء .. كما أن حرصهم على بث فيديوهات القتل وإقامة الحدود دليل على عدمية أهدافهم قبل أخلاقهم .. لأنهم يعلمون يقينا أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لايمكن أن تكون داعيا إلى الله ولا إلى دين الإسلام ولايمكن أن تشجع غير المسلمين على الدخول في الإسلام .. بل هم يعلمون يقينا أنها على العكس من ذلك ستؤدي إلى تفريغ أوربا والغرب من التواجد الإسلامي الآمن .. كما أنها ستساعد الأنظمة على مصادرة الدعوة إلى الله والصد عن سبيله داخل بلاد المسلمين .. لعنة الله على الدواعش وعلى كل من أيدهم أو ساندهم وعلى كل الحكومات الغربية والعربية التي توظفهم في اسكات الصوت الإسلامي ... والغريب هو اصرار أجهزة الإعلام على استعمال مصطلح تنظيم الدولة الإسلامية لتأكيد تلك الصلة بالإسلام وبالتالي تحقيق تلك الأهداف الخبيثة .. فالمستفيد الوحيد من تلك الجماعات العدمية هم أعداء وعدماء الدين والطغاة والمستبدون .