حتى الآن لم تكتمل بعدُ معالم خريطة التصويت للمرشحين فى انتخابات الرئاسة، وسط ترقب لحدوث مفاجآت أو تنازلات، أو تحالفات بين مرشح وآخر، مع الأخذ فى الاعتبار أن كتلة كبيرة من المصريين الذين يحق لهم الاقتراع "50 مليون صوت" لم تحسم بوصلتها بعد، وتنتظر حتى الساعات الأخيرة حتى تحدد مرشحها الرئاسى. من أهم الكتل التصويتية التى لا يعرف أحد وجهتها حتى الآن، أصوات المرشح الرئاسى "المستبعد" حازم أبو إسماعيل، وهى كتلة تصويتية كبيرة ومؤثرة، وهناك أكثر من مرشح يغازلها للحصول عليها، لكنها غالبًا ما تنتظر كلمة الشيخ حازم، والذى طالب أنصاره بالتريُّث قبل حسم هذا الأمر. كتلة أبو إسماعيل "إسلامية الهوى"، وهو أمر معروف بشكل لا خلاف عليه، ولكن صدمة استبعاد مرشحهم دفعت البعض إلى التهديد بإبطال صوته، وكتابة اسم مرشحهم المستبعَد فى بطاقات الاقتراع كنوع من الاحتجاج، لكن الفصيل الأكبر يبحث عن دعم واحد من المرشحين الثلاثة المنتمين للتيار الإسلامى "مرسى وأبو الفتوح والعوا". وليس من المستبعد أن يكون لمواقف المرشحين الثلاثة إزاء أزمة "الجنسية الأمريكية" التى أطاحت بأبو إسماعيل دور فى حسم بوصلة الكتلة التصويتية واتجاهها فى المعترك الرئاسى، حيث لم يحظَ بدعم إخوانى خلال حملته قبل أن تزجّ الجماعة بمرشحها فى السباق، كما لم يحظَ - بحسب وجهة نظر أنصاره - بدعم من الجماعة وحزبها فى أزمة جنسية والدته. أصوات أولاد أبو إسماعيل كتلة مؤثرة، وتتأرجح فى الأغلب بين مرشح الإخوان د. محمد مرسى، ود.عبد المنعم أبو الفتوح، مع استبعاد واضح للعوا من الحسابات، وهى كتلة، جزء كبير منها سلفى الاتجاه، وقد تتبع تصويتيًا موقف حزب النور والدعوة السلفية المؤيد لأبو الفتوح، وما من شك فى أن جزءًا منها سيذهب للمرشح الإخوانى، ولكن الأمر برمته سيظل مرهونًا بكلمة الشيخ نفسه ولمَن سيصوّت؟! المرشح الرئاسى المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، وفى إشارة إلى تعرُّضه ربما لضغوط لإعلان دعمه لأحد المرشحين، أو دخوله فى مفاوضات بهذا الشأن، طالب مؤيديه مؤخرًا بعدم التسرع فى إعلان موقف بشأن أحد المرشحين للرئاسة، وقالت حملته فى بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "إن هناك محاولات لإحكام تصور بشأن توجيه التصويت.. تجنبًا للمخاطر الأشد التى تحذرها البلاد". المؤكد أن أنصار أبو إسماعيل سيكونون أكثر التزامًا بالتوصيات التى سيصدرها الشيخ، ومن المؤكد أيضًا أن مرسى وأبو الفتوح يترقبان الإعلان عن بوصلة تصويت هذه الكتلة، والتى تمدَّدت فى الأقاليم والأرياف، وتحوَّلت إلى حالة هوس بالشيخ، كما أصبح أنصاره أقرب إلى المريدين، الذين ينتظرون كلمة من "شيخ الطريقة". "لازم حازم"، و"حازمون" ، و"حازمات"، و"حملة دعم أبو إسماعيل رئيسًا"، وغيرها من المجموعات المؤيدة لأبو إسماعيل، تنتظر كلمة من الشيخ لحسم موقفها، ومنح الكعكة إما ل"أبوالفتوح" أو "مرسى"، وهو الأمر الذى ستكشفه الأيام القادمة، وربما الساعات الأخيرة من السباق.