من المنتظر أن يجري المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف (89 عاماً)، عملية جراحية، اليوم الخميس، بمستشفى قصر العيني الفرنساوي، وفق مصدر مقرب من أسرته. وقال المصدر ل"المصريون"، متحفظاً على ذكر اسمه لأسباب شخصية، إن "أسرة عاكف تنتظر حالياً خلو سرير بقسم الرعاية بالمستشفى الفرنساوي، حيث إنه لابد أن يخرج من العملية (لم تجرى بعد) إلى الرعاية مباشرة". وأوضح المصدر أن "العملية التي سيجريها عاكف (تغيير مفصل الفخذ الأيسر)، حيث إنه أصيب بكسر في مفصل الحوض وهو يتحرك فجر أحد أيام الأسبوع قبل الماضي للوضوء فسقط على الأرض، نتيجة عدم وجود مرافق له". وعاكف محجوزا بالأساس في مستشفى سجن ليمان طره منذ أكثر من 8 أشهر، بعد تدهور صحته وحاجته للمتابعة الصحية المستمرة". وهو ممنوع وجود أي من أفراد أسرته بجواره وزوجته لا تستطيع أن تزوره إلا مرة كل 15 يوما. وقبل أسبوع طالبت منظمات حقوقية بارزة من بينها "مركز النديم"، في بيان موحد بالإفراج الصحي عن عاكف. وقال البيان وقتها "منذ يومين وقع مهدي عاكف، في مستشفى قصر العيني الفرنساوي فكسر فخذه الأيسر والحوض، ولم يجد من يرفعه في حينها لأنه محتجز في المستشفى تحت حراسة أمنية مشددة، حتى أن التمريض لا يسمح له بالدخول إليه إلا بإذن أمني". وتابع "عاكف أصيب بسرطان القنوات المرارية الذي سريعا ما انتشر إلى الكبد والرئتين متسببا في فشل كامل في أحديهما، وبعد مناشدات لكافة الجهات المختصة وتدخل المجلس القومي لحقوق الإنسان تمت الموافقة قبل أسابيع على نقله إلى مستشفى القصر العيني الفرنساوي على نفقة أسرته". ونبه البيان أن " تلك الكسور التي نجمت عن وقوع عاكف، جعلت حركته مستحيلة دون مساعدة". وأشار إلى أن "الحالة الصحية عقب الكسر وفق الرأي الطبي تحتاج تدخلا جراحيا بحاجة لتخدير جارى استشارة طبيب معني لبحث إمكانية تحمل قلبه لهذه العملية من عدمه". وأكدت المنظمات في البيان ذاته أن "مهدي عاكف يحق له الإفراج الصحي بموجب القانون"، مستنكرة التقاعس في إتمام ذلك في ظل حالته الصحية وعمره الذي قارب التسعين ومحمد مهدي عثمان عاكف، رجل من عمر الإخوان "ولد عام 1928"، يعد "دائرة معارف" الجماعة، كونه شاهدا على كل عصورها. ترددت أنباء في مايو الماضي تشير إلى إصابته بمرض السرطان، بمستشفى سجن ليمان طرة، سريعا ما نفتها أسرته. و"عاكف" الذي يعد صاحب لقب "أول مرشد عام سابق للجماعة"، حيث إنه رفض الاستمرار في موقعه، بعد انتهاء ولايته ليتم انتخاب المرشد الحالي محمد بديع (مسجون على ذمة قضايا) بدلا منه، مسجلًا بذلك سابقة في تاريخ الجماعة، هو المرشد العام السابع لها. وتولى منصبه بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير 2004. ويقضي "عاكف" حكما ليس نهائيا بالسجن المؤبد (25 عاما)، في القضية المعروفة إعلاميا ب"أحداث مكتب الإرشاد" على خلفية تهم ينفيها هو وهيئة دفاعه، من بينها "القتل والتحريض على القتل". وعاكف الذي برأه القضاء في مايو من العام الماضي، من تهم وجهت إليه ب"إهانة القضاء"، تعرض للسجن منذ العصر الملكي، ثم في عصور الجمهورية في عهد كل رؤساء مصر عدا مرسي. وقبض على عاكف في أول أغسطس 1954، واتهم بتهريب "عبد المنعم عبد الرءوف" أحد قيادات حركة الضباط الأحرار بالجيش التي قامت بثورة يوليو 1952 وهو الضابط الذي حاصر قصر رأس التين المتحصن فيه الملك فاروق وأشرف على طرده، وحُكم على عاكف حينها بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فقضى 20 عاما كاملة بالسجن وأفرج عنه في عهد السادات عام 1974. وفي شتاء 1995 بلغ التوتر في العلاقة بين الإخوان المسلمين والحكومة مداه فشنت الأخيرة حملة اعتقالات طالت الكثير من جيل الوسط بالجماعة وقدمتهم للمحاكمة العسكرية في مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات، ومثل عاكف أمام المحكمة العسكرية سنة 1996، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، ليخرج عام 1999. ويتخوف مراقبون وحقوقيون، من تداعيات مرض عاكف نظرا لكبر سنة، مشيرين إلى عشرات الحالات المحبوسة لاقوا حتفهم متأثرين بمرضهم، وكان رأسهم قيادات إخوانية وإسلامية بارزة، من بينها فريد إسماعيل وطارق الغندور، القياديين الإخوانيين، وعصام دربالة القيادي بالجماعة الإسلامية.