في ظل الأزمات التي تضرب المواطنين، وتسببت في بعض الأحيان لتوقف مصدر رزقهم، يقف المواطن باحثًا عن أي فرصة، حتى لو كانت صغيرة ليحولها إلى مصدر رزق يتكئ عليها بين هذه الأعباء والأزمات. ورأى الكثير في "مؤتمر الشباب"، موسم رزق لمدينته ومدخلاً من مداخل تحريك السياحة وتشغيل أبناء المنطقة، وفي موعد المؤتمر لكل شهر يكون هناك مدينة صاحبة النصيب لهذا التجمع. فبعد الأزمات التي تسببت في توقف السياحة لأكثر من سنة، لم تجد الدولة بديلًا عن المؤتمر لتنشيط السياحة واختارت المدن الأكثر تضررًا من أزمة السياحة، فبدأ المؤتمر بمدينة شرم الشيخ مرورًا بالغردقة وصولًا لأسوان. في شرم الشيخ، أعاد المؤتمر الحياة للمدينة بعد حادثة الطائرة الروسية، ورغم تشديد الأمن بالمطار، إلا أن "المياه لم تعد لمجراها" وظلت المدينة خالية من السياح حتى جاء مؤتمر الشباب ليعيد للمدينة حياتها فوصف سائقو التاكسي الأبيض الوضع بأنه جاء بالخير لهم فبعد أن كانوا يقفون بالساعات لأخذ "زبون" واحد خلال فعاليات المؤتمر لم يلاحقوا على الركاب، قائلين "ربنا يزيد ويبارك ويبعت كل شهر مؤتمر". وفي الغردقة، أظهر أصحاب الفنادق ترحيبهم التام بالمؤتمر بعد أن أصبح مصدرًا لرزقهم بعد حالة من الركود أصابت المدينة، فقد امتلأت الفنادق بأكملها ولم يعد هناك مكان فارغ. وفي أسوان، لم يختلف الوضع كثيرًا إلا أن أرض الآثار دبت الحياة في عروقها فشهد معبد أبو سمبل العديد من الزوار جاءوا مع المؤتمر ووصل عددهم ل700سائح وشهد كورنيش النيل حالة من الحركة ومقاهي المنطقة تزامنًا أيضًا مع مباراة مصر وغانا والتي شهدها الرئيس السيسي، وصل الحال أن بعض فنادق المدينة ألغت حجز العديد من الرحلات بسبب انشغالها بالكامل.