شهدت مدينة العريش خلال الساعات الماضية من اليوم وليلة أمس، يومًا داميًا شديد الصعوبة على الأهالي، وعلى القوات الأمنية التي شوهدت في حالة استنفار غير مسبوق طوال الليل. نجح التنظيم المسلح في اجتياز الحواجز الأمنية بطول 15كم والوصول إلى كمين "المطافئ" غرب العريش بأكثر من 5 سيارات ما بين ملاكي ونصف نقل وعدد كبير من الدراجات البخارية، ليقوم بحرب حقيقية دارت لأكثر من 45 دقيقة بحي المساعيد. التنظيم تمكن من قتل 10 جنود وإصابة 15 آخرين، بحسب المصادر الأمنية والبيانات الرسمية، فيما أصدر مستشفى العريش، بيانًا بأنه تسلم جثة مدني وأكثر من 8 مصابين بجروح متفرقة؛ نتيجة الهجوم على كمين "المطافئ" غرب العريش، مصابين بجروح متفرقة ما بين شظايا وجروح ورصاص عشوائي. وفي الوقت الذي وصلت فيه القوات الأمنية والتعزيزات إلى كمين "المطافئ" غرب العريش، قامت مجموعة مسلحة في نفس التوقيت باستهداف كمين جلبانة القريب من طريق الساحل، حيث أكدت مصادر مقتل مجند، وإصابة اثنين آخرين، فيما تم استهداف كمين "توتال" بعدها بلحظات، وفر بعدها المسلحون من المكان قرابة الساعة الثامنة صباحًا. وعاشت الكمائن بجنوب وغرب العريش حالة من الاستنفار والتعزيزات الأمنية وإغلاق للطرق. وتعرض كمين أبوسكر القريب من مطار العريشجنوبالمدينة إلى استهداف، ما دفع قوات الأمن بالرد على المهاجمين وأجبرتهم على الفرار. ومع اقتراب ساعات العصر، قامت مجموعة مسلحة باستهداف كمين سينا سكول بطريق سد الوادي، بوسط العريش، لترد القوات الأمنية بعنف على مصادر النيران، ويستمر الاشتباك لأكثر من ساعة، أصيب خلاله 3 أشخاص من المارة نقلوا إلى مستشفى العريش العام أحدهم سائق من حي الصفا بالعريش. الكمائن الأمنية منعت عبور الأهالي وأرغمت السيارات الدخول من طرق بديلة طوال فترات الليل، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم، بوسط العريش وشارع أسيوط وطريق البحر وطريق سد الوادي. كما سُمع صوت انفجار عنيف عقب صلاة العشاء ليلة أمس، نتيجة انفجار نصب بطريق مدرعة بطريق العشرين القريب من ساحل البحر، بحسب المصادر الأمنية. فيما التزم أهالي العريش منازلهم، وحذر نشطاء على "الفيس بوك"، الأهالي من الاقتراب من الطرق المؤدية إلى الكمائن، مشيرين إلى غزارة الرصاص العشوائي ورائحة البارود التي ملأت المكان. من جانبه قام مجلس مدينة العريش، بالتنسيق مع المحافظة بإرسال لجنة وقت المساء، التقت بالأهالي لحصر الأضرار التى نجمت عن تفجير كمين "المطافئ" غرب العريش. وذكرت اللجنة في تقريرها، أن الخسائر الأولية تشير إلى أن الخسائر تقارب 940 ألف جنيه في العقارات فقط، ناهيك عن الأثاث للبيوت والبضائع للمحال التجارية القريبة من المكان والتي تضررت بشكل تام. وأكد شهود عيان بالعريش، أن المجموعة المسلحة التي قامت بالهجوم لا تقل عن 70 شخصًا، معظمهم مدربون تمامًا على القفز والتصويب. وأفادوا بأن عناصر المجموعة المسلحة من الغرباء، طوال القامة وبيض الوجوه، بخلاف الأشكال الحقيقية لأهالي سيناء، كما أن اللكنات التي سمعت كانت مختلفة تمامًا عن لهجة أهالي سيناء. مصادر أمنية تحدثت عن مقتل 5 إرهابيين على الأقل من المجموعات المهاجمة، وأنه جارٍ فحصهم بعد التحفظ على 3 جثث، إحداها وُجدت بجانب الكمين، وجثتان وُجدت تحت الركام، وأنه سيتم إعلان أسماء وهوية القتلى. العريش عاشت أصعب يوم لها منذ ثلاث سنوات حتى هذه اللحظات، حيث أكد الأهالي، أن أكبر هجوم تعرضت له العريش لم يستمر سوى 10 دقائق، بخلاف هجوم الأمس فقد استمر يومًا كاملًا، بين التنقل في الاستهداف من كمين لآخر، فقد تم استهداف 15 كمينًا بالرصاص من مسافات بعيدة، في سابقة لأول مرة بتاريخ العريش، بحسب وصف شهود العيان.