شهدت مدن وقرى شمال سيناء أمس ليلة دامية ونهارًا عصيبًا، حيث بدأت الأحداث مبكرًا بعد أن شهدت تحركات للمسلحين فى جميع أنحاء القرى والمدن بالمحافظة كما ذكر شهود العيان. وأكد شهود عيان أن تحركات سيارات المسلحين والملثمين قد طافت شوارع المدن الفرعية والرئيسية بجوار الأكمنة والمقرات الأمنية. بينما لوحظ انسحاب القوات الأمنية من وسط مدينة العريش بعدما هاجم مسلحون مقر هيئة الدفاع المدني"المطافئ" وحرقه وسرقة محتوياته ليلة أمس، كما تم حرق شركة الكهرباء وسرقة المواد التموينية والدقيق بفرن القوات المسلحة والاعتداء على استراحة المحافظ الشتوية غير المسكونة، فيما بقيت مدينة العريش خالية تمامًا من أي تواجد أمني. وقامت مجموعة مجهولة بتوزيع بيانات جاء فيها: "على الجميع التزام البيوت قبل الخامسة مساءً، تحسبًا من استهداف القوات الأمنية وهذا ما اعتبره الأهالي بأنه نوع من أنواع إخلاء الطرق أمام اللصوص والخارجين عن القانون لسرقة المحلات والعبث فى المدينة ورفض الأهالى ما جاء في البيان جملة وتفصيلا. وقد سمع دوى انفجارات بالعريش ليتبين فيما بعد أن مجموعة مسلحة خرجت مع منتصف الليل لتستهدف الأكمنة الثابتة والمتنقلة جنوبالعريش وغربها. وقد استهدفت مجموعة مسلحة كمين المحاجر جنوبالعريش بقذائف "الأر بى جى" تبعه إطلاق كثيف للسلاح الآلي، ليقتل جنديًا قبل وصوله للمستشفى ويصاب جنديان نقلا وحالة أحدهما خطرة. كما تم استهداف كمين المزرعة ومدرعة أخرى بطريق المطار حيث أصيب 4 جنود أحدهم بحالة خطرة حسب المصادر الطبية. بينما تحّولت المعركة بعدها إلى الشيخ زويد ورفح، حيث تم استهداف كمين الخروبة ولكن دون وقوع إصابات، ليتم استنفار الأكمنة والأقسام والارتكازات الأمنية، حيث قام معسكر الجيش بحي الزهور بالشيخ زويد بإطلاق قنابل صوتية وقنابل مضيئة، وقد تم استهداف معسكر الزهور بثلاث سيارات من منطقة المقابر، حيث قامت القوات الأمنية بالرد على المهاجمين، والذين عادوا لمهاجمة قسم الشرطة، ودارت عمليات الكر والفر فى الشيخ زويد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم دون وقوع إصابات تذكر بين الجانبين. وفى مدينة رفح سمع دوى انفجارات واتبعه صوت إطلاق رصاصات، مما أدي لرد القوات الأمنية المستنفرة فى مناطق الأنفاق والشريط الحدودي ولكن لم يسجل سقوط مصابين فى رفح غير بعض التدمير فى 3 بيوت بحى الصفا جراء تبادل لإطلاق النار الذي تم من بعيد بين المسلحين والقوات الأمنية بحي الصفا القريب من المقار الأمنية بالمدينة. وفى وسط سيناء، تم تدمير مقر المخابرات بالحسنة بقذائف "الار بى جى"، وعلى ما يبدو أن المقر كان خاليًا، فلم تسجل إصابات بشرية، لتقوم مجموعة أخرى باستهداف مصنع القوات المسلحة بقذائف الار بى جى ولكن دون وقوع إصابات مع تحذير أصحاب السيارات الكبيرة بضرورة مغادرة المصنع. وفى مناطق الحدود قامت مجموعة مسلحة بمهاجمة مقر المخابرات فى مركز القسيمة وتدمير الدور الأرضي الخالي بالكامل، فيما فر المهاجمون من المكان قبل قدوم الطائرة التي حلقت بالمكان بشكل مكثف ولكن دون مواجهات حقيقية مع المسلحين الذين يكمنون ثم يخرجون لمعاودة الاستهدافات والعمليات المسلحة.