أنشأت اللجنة اليهودية الأمريكية، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، مجلسًا مشتركًا يحمل اسم « المجلس الاستشاري المسلم اليهودي»، في 14نوفمبر الماضي ضامًّا 31 عضوًا من يهود أمريكا ومسلميها، متنوعين بين القادة الدينيين والسياسيين، ورجال أعمال. ويترأس المجلس رجل الأعمال المسلم «فاروق كاثوري»، بالمشاركة مع رجل الأعمال اليهودي «ستانلي برجمان». وتتمثل الأهداف المعلنة للمجلس بشكل أساسي، في تسليط الضوء على إسهامات المسلمين واليهود في المجتمع الأمريكي، وتطوير استراتيجية منسقة لمواجهة التعصب ضد المسلمين ومعاداة السامية في الولاءات المتحدةالأمريكية، والعمل على حماية حقوق الأقليات الدينية في أمريكا وحمايتها، طبقًا للدستور الأمريكي، حتى يمارس الجميع شعائره الدينية بكل حرية وأمان. جاء هذا التحالف كرد فعل على بعض التعصب وخطاب الكراهية، الذي خرج من الحملة الانتخابية لترامب»، هكذا يقول «روبرت سيلفرمان»، مدير العلاقات الإسلامية اليهودية في اللجنة الأمريكية اليهودية، رابطًا بشكل مباشر ما بين تشكيل المجلس وخطاب حملة ترامب، ومن ثمّ فوزه في الانتخابات الرئاسية. وأضاف «سيلفرمان» «نشعر بالقلق من الخطاب العام في البلد ككل، ونحن قلقون أيضًا من الرسائل التي نشأت داخل المجتمعين. ظاهرة ترامب ستسّرع من مضافرة الجهود»، مؤكدًا تركيز المجلس على «حماية الحق في ارتداء أغطية رأس للمتدينين، ومنع التمييز في أماكن العمل، وتسجيل جرائم الكراهية والدفاع عن المهاجرين واللاجئين»، كما قال. مخاوف مسلمي أمريكا من ترامب تبدو مخاوف مسلمي أمريكا من ترامب واضحة ومنطقية، فخطاب الرجل لم يخلُ من الكراهية، والتهديد للمسلمين، إذ دعا خلال حملته الانتخابية إلى حظر دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، مُشددًا على منع استقبال اللاجئين السوريين إلى أمريكا، واصفًا لجوءهم إلى الولاياتالمتحدة ب«الانتحار». وأكد ترامب نيته تطبيق نظام قاعدة البيانات ل« ملاحقة وتتبع مسلمي أمريكا»، واصفًا الإسلام في الولاياتالمتحدة ب«المشكلة التي يجب التخلص منها»، ومُتعهدًا بإغلاق المساجد. وفي إحدى تصريحاته الأكثر غرابة، اتهم ترامب مسلمي الولاياتالمتحدة، بالاحتفال بهجمات 11 سبتمبر 2001، وذلك في خطاب له، في الذكرى ال15 للأحداث الإرهابية. وفي عام 2015، الذي شهد إدلاء ترامب لمعظم تصريحاته وخطاباته المُثيرة، ارتفع عدد جرائم الكراهية المرتبكة ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة بنسبة 67% ، وذلك بحسب تقرير ل«مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي» (إف بي آي). وكشف التقرير الذي خرج للنور الاثنين الماضي، عن أن تلك الجرائم المرتبكة ضد المسلمين، قفزت من 154 عام 2014، إلى 257 عام 2015. وخلال أول أسبوع أعقب فوز ترامب، شهدت البلاد أكثر من 315 حادثة كراهية كان للمسلمين حظ وافر منها. فوز ترامب يُريح إسرائيل ويخيف بعض يهود أمريكا وعلى خلاف البهجة التي بدت عليها الأوساط الإسرائيلية عقب فوز ترامب، يبدو الوضع مختلفًا لبعض يهود أمريكا، الذين يخافون على ما يبدو من مؤيديه، وفي هذا الصدد تقول «صحيفة تايم أوف إسرائيل» « في حين أن ترامب لم يستهدف اليهود صراحة، حذرت مجموعات يهودية من إعلان قوميين بيض عن تأييدهم له، ومن هجمات عبر شبكة الإنترنت ضد يهود من قبل مناصريه، إلى جانب تصريحاته التي جاءت في وقت متأخر من حملته، والتي ردد فيها استعارات معادية للسامية». ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن المنظمات اليهودية احتجت على اختياره ل«ستيفن بانون»، المدير التنفيذي لموقع «رايتبرات نيوز» الإلكتروني، الذي اتُهم بالتحريض ضد المسلمين والتسامح مع معاداة السامية، في صفوف كتابه وقرائه؛ ليكون كبير المخططين الاستراتيجيين في إدارته، بالإضافة إلى ذلك، أدانت رابطة مكافحة التشهير اليهودية «بموجة أعمال التخريب المعادية للسامية» في أعقاب الانتخابات، كما قالت. وبحسب تقرير مكتب التحقيق الفيدرالي، عن جرائم الكراهية لعام 2015، فإن اليهود من أكثر الأقليات الدينية التي تتعرض لجرائم كراهية في أمريكا؛ إذ كشف التقرير وقوع 1345 اعتداء على أساس ديني، 51.3% منهم ضد اليهود، فيما جاء مسلمو أمريكا في المرتبة الثانية؛ لتعرضهم ل 22% من جرائم الكراهية تلك.
رفضوا ترشيح ترامب
أظهرت العديد من استطلاعات الرأي، رفض الناخبين المسلمين في الولاياتالمتحدة، دعم ترامب وتأييدهم لمنافسته هيلاري كلينتون، الأمر الذي لم يختلف كثيرًا بالنسبة إلى يهود أمريكا، ففي الثامن من نوفمبر وبعد حسم النتيجة لصالح ترامب، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، دراسة حول الفئات الاجتماعية للناخبين وخلفياتهم الديموجرافية والسياسية والدينية والأيديولوجية. وأصدر الدراسة مركز «إديسون» للأبحاث، ومجموعة من الباحثين في صحف «سي بي إس نيوز»، و«إي بي سي نيوز»، «وسي إن إن»، و«فوكس نيوز»، ووكالة «أسوشتد برس». واعتمدت الدراسة على استبيانات كتبها 24 ألفًا و537 ناخب، في 350 مركز اقتراع، في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، يوم الانتخابات، إضافةً إلى 4398 مقابلة هاتفية مع ناخبين أدلوا بصوتهم بالفعل، أو حتى غابوا عن التصويت. وبحسب الدراسة، فإن 71 % من الناخبين اليهود، دعموا هيلاري، في مقابل 24% دعموا ترامب، فيما دعم 62 % من الناخبين المنتمين لديانات أخرى (من أبرزها الإسلام)، هيلاري، في مقابل 29% لترامب، بينما دعم 39 % من الناخبين البروتستانتيين أو المسيحيين المنتمين لمذاهب أخرى، هيلاري، في مقابل 58% لترامب. ودعم 45% من الناخبين الكاثوليك، هيلاري، في مقابل 52% لترامب، ودعم 68% من الناخبين الملحدين، هيلاري، في مقابل 26% لترامب.