في الوقت الذي دعت فيه حركات مجهولة للاحتشاد فيما عُرف بثورة "الغلابة"، إلا أن الوضع انعكس على شوارع العاصمة وميادينها سلبًا، وسط التشديدات والقبضة الأمنية المبالغ فيها بجميع أنحاء القاهرة، فالشوارع خالية تمامًا من المارة، واحتلتها الحواجز الحديدية ورجال الشرطة المنتشرين في كل مكان. كأنك في قاهرة الخمسينات، حيث لا ازدحام ولا تكدسات، والشوارع هادئة والباعة ينتظرون الفرج. عكست أغنية الفنان الشعبي، عبد الباسط حمودة "الجو هادي خالص والدنيا هس هس"، حال القاهرة في "يوم الغلابة"، على أنغامها استمع ركاب الميكروباص الذي يقل بعض العاملين والمواطنين من منطقة عين شمس إلى وسط القاهرة. يقول عدد من البائعين: إنهم لم يتلقوا أي تحذيرات من قبل رجال الأمن لإغلاق المحلات؛ كتدبير احترازي، وأفادوا أن بعض المقاهي أخذت تعليمات مشددة بالإغلاق اليوم. عناصر من المباحث والأمن المركزي تجمعوا للتأمين، يشاركهم أفراد من الأمن الوطني، والأمن العام، وبعض المجندين الذين يقومون بتسلية وقتهم بالتحرش اللفظي بالفتيات؛ حتى أن فردًا من قوات تأمين دار القضاء العالي، ألقى على مسامعي كلمات أغنية "حبيتها أيوه أنا حبيتها". الشرطة النسائية تشارك في التأمين عناصر بالشرطة النسائية شاركت في عملية التأمين واتخذت مواقعهن بجوانب الطرقات وعلى النواصي وحافات الطرق. "الموتوسيكلات" في مرمى الأمن قلق أمني سيطر على رجال الشرطة من مستقلي الدرجات البخارية، حتى أنه يتم تفتيش مستقليها تفتيشًا دقيقًا، وفحص قائديها بدوريات مرورية، وعمليات تمشيط وسيارات شرطة تجوب الشوارع دون توقف، كان هذا المشهد متكررًا في كافة الطرق، ويدوي صوت "السرينة" المألوف بين سكان وسط القاهرة وميدان التحرير وطلعت حرب. تأمين مكثف بمحيط "الصحفيين" كعادته كان لعبد الخالق ثروت، الشارع الذي يضم أعرق نقابتين «الصحفيين والمحامين»، نصيب الأسد من التواجد الأمني، ولكن دون تضييق على المارة.