اتفقت قيادات "التيار الشعبي" مع مطلب حمدين صباحي مؤسس التيار، والمرشح الرئاسي السابق، بضرورة تجهيز بديل مدني يقود الحكم بديلاً للنظام الحالي، قائلين إن ذلك جاء مع تصاعد إخفاقات النظام، وتراكم الأزمات داخليًا وخارجيًا. وقال صباحي في تصريحات مؤخرًا: "إننا أمام سلطة لا تحقق العدل الاجتماعي ولا تصون الكرامة الوطنية ولا الأرض وهي سلطة الفقر والفساد والتبعية". وأضاف: "على الشعب المصري أن يتأكد أن اكتمال الثورة لا ينبغي أن يسقط النظام دون أن نجهز بديلاً لتغيير السياسات خاصة أننا نحتاج إلى سلطة منحازة للشعب ودم الشهداء دون تسليمها لأعداء الثورة". وجاء ذلك بعد أن سبق ووجه في مارس الماضي نداء إلى الشعب المصري في بيان، تحت عنوان "لنصنع البديل الحقيقي"، قال فيه إنه لا تراجع عن مدنية الحكم وقيام دولة القانون واحترام المواطنة ورفض القمع والقهر والتمسك بالوطنية والدستور. وقال أمين إسكندر، القيادي ب "التيار الشعبي"، إنه متفق تمامًا مع طلب "صباحي" من الشعب بضرورة التعجيل في تجهيز بديل مدني يقود الحكم بديلا للنظام الحالي. وأوضح أن "السيسي وأعوانه يواجهون إخفاقات داخلية، إضافة إلى الأزمات الداخلية والخارجية التي تضر بالمواطن البسيط، في ظل عدم وجود حلول للسلطة لهذا الأزمات". وأضاف إسكندر ل "المصريون"، أن "الدولة تحولت من مرحلة النهوض بالمواطن البسيط، إلى مرحلة قتله، وهذا يختلف مع مبادئ ثورة 25يناير التي لم تتحقق أهدافها". وأشار إلى أن "هناك انتشارًا للفساد في جميع مؤسسات الدولة وتحول القضاء من خدمة الشعب إلي خدمة النظام، كما أن هناك بطشًا في مجال الحريات التي فرضته عبر قوانين تقيد الحرية التعبير والرأي". واستبعد القيادي ب "التيار الشعبي"، أن يكون حمدين هو البديل المدني للنظام الحالي، مؤكدًا أن الشعب صاحب الرأي الأول والأخيرة . فيما رأى السفير معصوم مرزوق ، القيادي ب"التيار الشعبي"، أن البدائل التي طرحها حمدين ليست للنظام إنما هي بدائل لتغير السياسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للنظام الحالي. وأشار إلى أن "فيه السياسة الخارجية يجب أن تطرح بدائل مختلفة في إدارة ملف الشئون الخارجية، مثل موضوع سد النهضة الذي وصل إلى حائط سد، كما أن التعامل مع ملف القضية الفلسطينية أصبح بعيدًا عن أولوياتنا". وتابع ل "المصريون": "أصبحنا نعتمد على قوى خارجية في معالجة الأزمات التي تواجه الدولة". واستدرك: "الأحزاب الحالية سبق واعترضت على السياسات الخارجية والداخلية للنظام، وقامت بتقديم حلول للخروج من هذا الأزمات، لكن النظام لم ينصت إليها". وأكد أن "الثورة يجب أن تحكم ولكي تحكم يجب أن تكتمل واكتمالها بتحقيق الشعارات التي رفعت "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، وهذا هو الغرض من تصريح حمدين". وأشار القيادي ب "التيار الشعبي" إلى أن "الأزمات الاقتصادي التي تمر بها البلاد لم يطرح النظام حلولاً أو بدائل للخروج منها، فدخل المواطن لايلبي احتياجاته ولايحقق له عيش كريمًا وملاذًا آمنًا لتحقيق "العيش والحياة الكريمة"، كما نادت ثورة 25يناير. من جانبه، رأى الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن "تصريحات "صباحي" تهدد الأمن القومي المصري، لأنه لم يعد محل ثقة في التعبير عن آراء الشعب المصري". وأضاف مهران ل " المصريون": "العقلية الأمنية والفكر السياسي الحالي يدل على أننا لم نتغير كثيرًا عما كنا فيه في عهد مبارك ونظامه منذ 30 سنة، لكننا لا يمكن أن نتكلم عن تغير نظام كما أشار "صباحي"، لأن الدولة مهددة من الداخل والخارج". وطالب بتغير السياسيات النظام على المستوى التنفيذي سواء كانت في العلاقات الداخلية والخارجية.