لم يكن حمدين صباحي، مؤسس "التيار الشعبي"، والمرشح الرئاسي السابق، هو الوحيد الذي يبحث عن بديل مناسب لخلافة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهناك عشرات الشخصيات البارزة من توجهات سياسية وأيديولوجية مختلفة طالبوا بطرح "قيادي للثورة"، حال سقوط النظام في أي وقت، أو حتى بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس الحالي في 2018. وقال صباحي في تصريحات مؤخرًا: "إننا أمام سلطة لا تحقق العدل الاجتماعي ولا تصون الكرامة الوطنية ولا الأرض وهي سلطة الفقر والفساد والتبعية"، مضيفا: "على الشعب المصري أن يتأكد أن اكتمال الثورة لا ينبغي أن يسقط النظام دون أن نجهز بديلاً لتغيير السياسات خاصة أننا نحتاج إلى سلطة منحازة للشعب ودم الشهداء دون تسليمها لأعداء الثورة". وجاء ذلك بعد أن سبق ووجه في مارس الماضي نداء إلى الشعب المصري في بيان، تحت عنوان "لنصنع البديل الحقيقي"، قال فيه إنه لا تراجع عن مدنية الحكم وقيام دولة القانون واحترام المواطنة ورفض القمع والقهر والتمسك بالوطنية والدستور. ونشر صباحي آنذاك عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بيانًا يحمل توقيع "اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية"، أكد فيه أن الهدف هو تجاوز أخطاء الماضي، ورفع راية وطنية مدنية سلمية علنية شرعية ومشروع، والتخلص من الاستسلام لواقع لا يفارق الماضي البغيض، ومن بديل زائف لا يزال يطرحه تيار ينتهك جلال الدين، كما يطرح 7 مبادئ رئيسية للبناء عليها يؤكد أنه لا سبيل أمام القوى الديمقراطية والمدنية سوى النضال من أجل ترسيخها. المحامي أسعد هيكل، قال إنه متفق تماما مع رؤية صباحي، قائلاً: "اللي مختلف مع الرؤية دي، يقدم رؤية أخرى، بدل ما نقعد ننظر ونقعر". وأضاف عبر صفحته على "فيس بوك": "الرئيس السيسي باقي له أقل من عامين، اللي شايف إن فيه من هو أفضل منه، عندك حوالي سنة تبحث وتطرح اسم، وخلال العام الثاني قدمه للناس، وقدم تنظيمك وقياداتك وسياساتك اللي هتحكم بيها البلد، أما نزول للشارع ومظاهرات، يبقي اسمه تهريج، وعبث وعدم إدارك، وتكرار لنفس الأخطاء، ومش هيصب إلا في صالح الإخوان، لأنهم ببساطة هم القوة الوحيدة المنظمة". وقال الدكتور عصام حجي، عالم الفضاء المصري، ومستشار الرئيس السابق في تصريحات تليفزيونية، إن عددًا من قوى ثورة يناير وحركات التغيير بمصر، تتجمع حاليًا لإعداد مشروع للترشح كفريق رئاسي لانتخابات عام 2018، مؤكدًا أن هذا الفريق سيكسب الانتخابات حتى لو ترشح الرئيس السيسي مرة أخرى أمامه. وأضاف حجي، أنه يقوم بتقديم المساعدة في الملف العلمي بذلك المشروع، دون أن يكون له أي دور آخر، وأن معه خبراء آخرين يساعدون مجموعات الشباب لتقديم بديل للشعب المصري. وأوضح أن المشروع يركز أولا على كتابة الأفكار والحلول لخمس قضايا رئيسية هي التعليم والصحة والاقتصاد والمساواة والمرأة، وبعدها ستأتي مرحلة تحديد أسماء الفريق الرئاسي. فيما تحدث الشاعر عبدالرحمن يوسف هو الآخر عن ضرورة وجود بديل أيضًا، قائلاً إن "الوضع اليوم (داخليًا وخارجيًا) يصب في صالح الثورة لو أحسنا إدارة أنفسنا". وأضاف: "نستطيع أن نجمع الشعب المصري على مشروع وطني، ونستطيع أن نحاصر نظام 3 يوليو في الخارج أيضا بتقديم بديل في شكل معارضة متحدة، وبمطاردة رموزه بتوثيق جرائمه التي تستعصي على الحصر". لكنه استنكر موقف المعارضة قائلاً: "للأسف الشديد يتحرك معارضو الاصطفاف اليوم بكل نشاط لقتل أي دعوة أو محاولة لتغيير هذه المعادلة، وأصبحت جهودهم موجهة للنيل من زملائهم ورفقائهم الداعين لإنهاء حكم العسكر، بدلا من وضع طاقاتهم في مقاومة النظام". من جهته رأى الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحديث عن فكرة بديل كثر في الآونة الأخيرة، ولكن تحدث لها عمليات تشويه مستمرة من قبل النظام وأجنحته. وشدد دراج في تصريح إلى "المصريون" على "ضرورة أن يكون هناك بديل؛ لأن الأداء رديء على المستوى السياسي والاقتصادي، وتحيطه علامات استفهام كبرى، وبالتالي أصبح وجود البديل ضروريًا "النهارده قبل بكره"، حسب قوله. وأوضح أن "البديل قد يكون شخصًا أو فكرة، قاصدًا بها "مشروع يعالج القضايا التي لحقت بالمجتمع من تدهور في التعليم وتراجع في الصحة" ووضع حلول لها في وقت زمني معلوم، بالإضافة إلى معالجة "البطالة" وتوظيف الشباب، وبحث قضية المياه التي تهدد مستقبل مصر"، محذرًا من أنه "إن لم يوجد بديل البلد هتروج في ستنين داهية". وعن ملامح البديل، فقال إنه لا بد أن يكون مدنيًا بعيدًا عن التجارب السابقة، لا فاشية دينية، ولا تجربة عسكرية شرطية.