فاجأ المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، المصريين بظهوره أمس مع الإعلامي وائل الإبراشي، بعد فترة صمت طويلة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014، وقبل أيام من ذكرى 25 يناير، وبرغم ظهوره إعلاميًا في أوقات متفاوتة إلا أن لقاءه أمس يعد الأول من جانب تصريحاته الناقدة للنظام. وكسر صباحي صمته بتصريحات بدا منها لأول مرة هجومًا ومعارضة للنظام، حيث وصف السلطة الحالية ب"غير العاقلة" وتسير بدون رؤية، مؤكدًا أن السياسات القديمة مازالت تحكم. ورفض زعيم حزب التيار الشعبي، إهانة أي إخواني، معتبرًا أن الدم المسفوك في رابعة دم مصري حرام مثل دماء الشهداء، لأن هؤلاء أناس أصيبوا في حياتهم وبعضهم أبرياء. وأكد صباحي أن الشرطة لم تتعلم الدرس من 25 يناير، مضيفًا أن الممارسات القديمة عادت من جديد ب"الاعتقالات وزوار الفجر والتعذيب بالسجون والاختفاء القسري". وتأتى تلك التصريحات قبل أيام من 25 يناير، وهجومه على النظام لأول مرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014، مما أثار التساؤلات حول توقيت خروج صباحي بالتزامن مع دعوات للتظاهر في 25 يناير. قال الدكتور حسين قورشوم، عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، إن تساؤل البعض عن سبب ظهور حمدين صباحي في ذلك الوقت، مردود عليه بأن أي وقت كان سيظهر فيه صباحي سيثار ذلك السؤال، موضحًا أن حمدين تلقى دعوة من فريق إعداد برنامج العشرة مساءً لإجراء لقاء معه، متعجبًا من تساؤل البعض عن سبب ظهور صباحي مع الإبراشي دون غيره من الإعلاميين، مؤكدًا أن الإبراشي مثله مثل الإعلاميين المخبرين الذين يتلقون التعليمات من الأمن، على حد تعبيره، مضيفًا أن صباحي لفت إلى ذلك في اللقاء ورفضه لبعض الإعلاميين. ونفى قورشوم استعداد صباحي قبل اللقاء من خلال إجراء جلسات مع شباب التيار لاستعراض أبرز محاور الحديث، مؤكدًا أن حمدين حضر اللقاء بدون أي استعدادات خاصة ولم يتخذ رأى شباب التيار. وقال عزا عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، اختيار وائل الإبراشي لإجراء لقاء مع المرشح الرئاسي السابق، إن صباحي استطاع فرض رؤيته ولم يرد على أسئلة الإبراشي، وكان يتكلم من منطلق ضميره، على حد تعبيره. ورأى قورشوم أن صباحي في لقائه أمس استطاع إزالة تلال من التراب على ثورة 25 يناير بعد مواظبة سبها والتقليل منها عبر وسائل الإعلام. وأرجع السفير معصوم مرزوق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبي والمتحدث باسمه، سبب خروج حمدين صباحي على الإعلام بعد فترة انقطاع مع وائل الإبراشي في برنامج "العاشر مساء" أمس، لعدم تحقق أهداف ثورة 25يناير، كما أن السياسة الحالية لم تتغير والنظام الحالي يسير على نفس سياسات مبارك والتي أدت إلى "خروج الشعب في 25يناير" وأطاحت بنظامه المستبد. وأضاف مرزوق في تصريح خاص ل "المصريون"، أن سياسة صباحي لم تتغير تجاه النظام الحالي، حيث إنه ندد في وقت سابق بأن النظام لم يتغير في تحقيق العدالة الاجتماعية بين الشعب المصري، مشيرًا إلى أن مواقف ومبادئ حمدين ثابتة ولم تتغير حتى بعد 3 يوليو، على حد قوله. وأوضح المتحدث باسم التيار الشعبي، أن صباحي لم يدع للتظاهر يوم 25 يناير القادم، ولكنه ليس ضد النزول ضد النظام الحالي ولكن بشروط وهى "أن يكون هناك أهداف التظاهرة وتحقيقها على أرض الواقع، وشدد في اللقاء على ضرورة أن يكون هناك دعم شعبي حتى تتم تظاهرة بطريقة شرعية وهى "الشعب"، مشيرًا إلى أن تنظيم المظاهرات في ذلك الوقت وبدون غطاء شعبي سيكون فرصة لجماعة الإخوان لاستغلالها لتظاهر 25 يناير القادم. وفي السياق ذاته، علق عمرو بدر، مؤسس حركة بداية والقيادي في التيار الشعبي، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلاً: "بعيدا عن الاتفاق والاختلاف على حديث حمدين صباحي.. وبعيدًا عن مَن يعارض كلامه أو يؤيده، لكن المؤكد بالنسبة لي أن الحوار أعاد الاعتبار لقيمة الجدل السياسي التي قتلها النظام الحالي.