قالت صحيفة "التايمز" البريطانية, إن أهداف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من السعى للتأثير على سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية أكبر من مجرد دعم مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب فى التغلب على مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 31 يوليو, أن ما يرمى إليه بوتين أكثر تعقيدا من مجرد مساعدة ترامب على الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية, ويعتبر تصعيدًا خطيرًا غير مسبوق فى الحرب الإلكترونية بين واشنطنوموسكو. وتابعت: "ما يقوم به بوتين هو جزء من مخطط أوسع يهدف لتصوير الديمقراطية الغربية على أنها ممتلئة بالأكاذيب والنفاق، وأن الانتقادات الغربية الموجهة لموسكو غير صحيحة". وأشارت إلى أن هناك شكوكًا واسعة حول تورط جهة مرتبطة بالاستخبارات العسكرية الروسية تسمى "فانسى بير" أى "الدب البارع" فى قرصنة البريد الإلكترونى لمسئولين فى الحزب الديمقراطى الأمريكي. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز", قالت أيضا إن وكالات الاستخبارات الأمريكية أخبرت البيت الأبيض أن لديها "ثقة عالية" بأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يتدخل فعلا فى سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية من أجل مساعدة مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب فى التغلب على مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون. وأضافت الصحيفة الأمريكية فى تقرير لها فى 28 يوليو, أن موقع ويكيليكس قام بنشر نحو عشرين ألف بريد إلكترونى من الرسائل الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى الأمريكي، وأن هناك اعتقادا واسعا بتورط روسيا فى هذه التسريبات. وتابعت "الكثير من التسريبات ألحقت الضرر بالمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون, كما أحرجت قادة الحزب الديمقراطي، ما أدى إلى الاستقالة السريعة لرئيسة الحزب ديبى واسرمان شولتز". واستطردت الصحيفة "رغم أن إثبات من يقف وراء هذه التسريبات قد يستغرق وقتًا، ولكن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد بقوة بتورط روسيا فى هذه العملية من أجل مساعدة ترامب". وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, قالت هى الأخرى فى مقال لها فى 26 يوليو إن هناك سببين وراء تفضيل روسيا لترامب, أولهما أنه لم يخف إعجابه بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين, والثانى هو تصريحات ترامب حول أن التزام أمريكا بأمن حلفائها فى حلف الناتو قد لا يكون صارمًا. وتابعت: "تفكك حلف الناتو هو هدف تسعى لتحقيقه موسكو بكل السبل, وسيكون الأمر سهلاً بالنسبة لها, فى حال ساعدها ترامب فى تحقيق ذلك, إذا فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية". وأشارت الصحيفة إلى أنها لا تستبعد صحة الأنباء حول تلاعب روسيا بانتخابات الرئاسة الأمريكية من أجل ضمان فوز ترامب. وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف نفى فى 26 يوليو أى صلة لبلاده بقرصنة البريد الإلكترونى لمسئولين فى الحزب الديمقراطى الأمريكى للتأثير على حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية وترجيح كفة المرشح الجمهورى دونالد ترامب. وحسب "الجزيرة", يشتبه الأمريكيون فى أن موسكو سعت للتأثير على الحملة الانتخابية الأمريكية لمصلحة ترامب بتسريب رسائل إلكترونية مربكة للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون, لكن الخبراء يقولون إن إثبات التورط الروسى سيكون صعبًا. وقبل ثلاثة أيام من بدء مؤتمر الحزب الديمقراطي، نشر موقع ويكيليكس نحو عشرين ألف رسالة إلكترونية تم الحصول عليها باختراق حسابات سبعة مسئولين فى الحزب الديمقراطى وتم تبادلها بين يناير 2015 ومايو 2016. وتكشف هذه الرسائل استخفاف هؤلاء المسئولين بالخصم السابق لكلينتون فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى بيرنى ساندرز . وأثار نشر الرسائل غضب فريق حملة كلينتون الذى شن هجوما مضادا، متهما موسكو بالوقوف وراء تسريب الرسائل من خلال قراصنة يشتبه فى ارتباطهم بالسلطات الروسية. وقال فريق كلينتون إن الهدف هو ترجيح كفة ترامب الذى يوجه انتقادات لاذعة لحلف الناتو . لكن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج قال فى مقابلة بثتها قناة "ان.بي.سي" التليفزيونية الأمريكية إن "ليس هناك أى دليل يثبت هذه الاتهامات". وأضاف أنها "مناورة تهدف إلى تحويل انتباه الناخبين من قبل فريق كلينتون". وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى فى 25 يوليو فتح تحقيق فى عملية القرصنة.