في مفاجأة غير متوقعة، ظهر اليوم الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، والملقب ب "اكس الجماعة"، عبر تسجيل صوتي له، بعد اختفاء اقترب من الثلاث سنوات، منذ الإطاحة بحكم الجماعة في 3يوليو 2013. الظهور جاء بمثابة صدمة للجبهة الشبابية، التي تمثل طرف الصراع مع جبهة "محمود عزت" والتي توصف ب"جبهة العواجيز"، نظرًا لكبر قياداتها على رأسهم محمود عزت، ومحمود حسين، وإبراهيم منير، نائب المرشد العام الجماعة، والأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، والتي شككت في وجوده على قيد الحياة في بيان رسمي لها أوائل شهر إبريل الماضي، فكان ظهوره بمثابة إعلان وجوده على قيد الحياة. واتهمت "الإدارية العليا"، عزت في وقت سابق، بالاستحواذ على كافة الصلاحيات الممثلة الجماعة، مشككة في وجوده في الوقت ذاته على قيد الحياة وشككت اللجنة (المحسوبة على جبهة المتحدث محمد منتصر) وقتها، في بيان لها في وجود نائب المرشد والقائم بأعماله "محمد عزت"، على قيد الحياة. لم تكن الرسالة ذات أهمية بقدر ما كان هدفها تجديد الصراع القائم بين طرفي الصراع الذي بدأت برسالة محمود حسين على قناة "الجزيرة" أواخر عام 2015، والذي أعلن تمسكه بالمنصب رغم رفض جبهة الشباب. وقال عزت في رسالته إنه متواجد داخل مصر، ويباشر مهامه التنظيمية بصفته القائم بأعمال المرشد العام للجماعة. ودعا في رسالته الصوتية التي جاءت بمناسبة شهر رمضان، أنصار الإخوان إلى الالتزام بثوابت الجماعة وقرارات مجالسها الشورية وخياراتها الفقهية في إطار السياسة الشرعية والموجودة في وثائق الجماعة وبياناتها الرسمية. وأضاف: "لا تعتدوا إلا بالتصريحات الرسمية الصادرة عن قيادة الجماعة المتمثلة في المرشد العام والقائم بأعماله في الداخل والأمين العام في الخارج". وأشار عزت إلى أن هيئات الجماعة تتمثل في مجلس الشورى العام واللجنة الإدارية المنتخبة المؤقتة برئاسة محمد عبد الرحمن، ثم رابطة الإخوان في الخارج والمتحدثين الرسميين المعتمدين في الداخل والخارج. وذكر عزت أن ما وصفه ب"المعركة الحالية" تمثل حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل بحسب وصفه، وأنها معركة مستمرة متصلة الحلقات وإن كانت الحلقة الراهنة من أشدها ضراوة. من جهتها، قالت مصادر إخوانية إن صراع التشكيك بين قيادات الجماعة سيستمر ولن يتوقف بعودة محمود عزت أو بغيابه، لأن الجماعة تعيش مراحل الصراع بين صقورها وكل طرف يسعى للسيطرة على التنظيم وفرض كلمته وقواعده والسير بالتنظيم وفقًا لرؤيته. وسخر عز الدين دويدار، المحسوب على الجبهة الشبابية ل"جبهة عزت" من الرسالة الصوتية المسربة قائلاً: "الرجل جاوز الثمانين وهناك أخطاء لغوية كثيرة فى حديثة وضعف تركيز شديد وعدم قدرة على قراءة النص المكتوب". وأضاف دويدار، أن "جبهة محمود عزت لا تتوفر لهم أي كوادر إعلامية تستطيع معالجة الخطاب نتيجة اصطفاف كل الكوادر واللجان خلف اللجنة العليا وإن توافر فهو كالعادة ليس موضع ثقة قيادات جبهة الدكتور محمود عزت". جدير بالذكر أن "عزت" يحاول جاهدًا فرض سيطرته على الإخوان، بما يمتلك من "أمول" التنظيم، فهو من يمتلك أموال الإعلام والقنوات المعارضة للنظام، بالإضافة إلي إعانات الأسر الإخوانية، وغيرها من مصادر تمويل الجماعة. ويعد عزت، أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين والمرشد الحالي للجماعة بصفة مؤقتة، ولد في 13 أغسطس 1944 بالقاهرة ، وهو عضو مكتب الإرشاد بالجماعة ، وأستاذ بكلية الطب في جامعة الزقازيق، ومتزوج، وله خمسة أولاد. كانت الجماعة قد شهدت صراعًا بين فريقين يدعى كل منهما حقه في إدارة الجماعة، ويضم الفريق الأول أعضاء مكتب الإرشاد الذي كان يدير الجماعة قبل عزل مرسي، ويتزعمه محمود عزت النائب الأول السابق لمرشد الإخوان ومحمود حسين الأمين العام السابق للجماعة (المقيم في تركيا)، ومحمود غزلان المتحدث السابق باسم الجماعة، وعبد الرحمن البر الملقب بمفتى الجماعة، ومحمد طه وهدان مسئول لجنة التربية في الجماعة، الذي تم اعتقاله الأسبوع الماضي. ويأتي على رأس الفريق الثاني، أعضاء مكتب الإرشاد الذي تم انتخابه في فبراير 2014، ويتزعمه محمد كمال مسئول الإخوان في جنوب الصعيد (الذي يتردد أنه القائم بأعمال مرشد الجماعة)، ومحمد سعد عليوة مسئول الإخوان بالجيزة، وحسين إبراهيم الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة"، وعلى بطيخ عضو مجلس شورى الجماعة.