تسريب نموذج اللغة العربية ب140 جنيها والوزارة تلغى امتحان التربية الدينية قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء امتحان التربية الدينية للثانوية العامة بالنظام الحديث بعد تسريبه قبل بدء الامتحان بحوالي ساعة. في الوقت الذي شهدت عدد من اللجان تسريب امتحان وإجابات مادة اللغة العربية للثانوية العامة على مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد بدء الامتحان. وتعد ظاهرة تسريب الامتحانات إلكترونيًا عبر صفحات "فيس بوك" و"تويتر" مستمرة للعام الرابع على التوالي، الأمر الذى جعل هذه الصفحات شبح يهدد استقرار وزارة التربية والتعليم ويضعها في وضع حرج خاصة في ظل التحدى الواضح من هذه الصفحات للتعليم والتى اتخذت شعار إصلاح فساد التعليم مقدمة نماذج الامتحانات للطلبة تسبقها عبارة هدية لوزير التعليم. وتعد آخر وقائع تسريب امتحانات الثانوية العامة تسريب اسئلة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الثانوى بعد نصف ساعة فقط من بدء الامتحانات وأصبحت الأسئلة بالإجابات النموذجية على هذه الصفحات، التى أعلنت بدورها عن بيع الامتحانات للطلبة مقابل 140 جنيها يقوم الطالب بشحن كروت وإرسالها للرقم التي تحدده الصفحة لكل طلاب في الدردشة الخاصة به على أن يتم توصيل الامتحان له قبل موعد الامتحان بساعة. وعلق بشير حسن، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن ورقة الأسئلة والإجابات التي نشرها موقع "شاومينج بيغشش ثانوية عامة لم تكن لامتحان اللغة العربية للصف الثالث الثانوي، مشككًا في صحة الادعاء بتسريب الامتحانات.
وشكك حسن، في تصريحات ل"المصريون"، من صحة تداول الامتحان على صفحات الغش الإلكتروني، قائلاً: "عرفتوا منين إن دى أسئلة الامتحان"، مؤكدًا توجهه إلى الوزارة للتحقق من صحة المعلومات.
وبدأت صفحات الغش الإلكتروني تسريب إجابات امتحان اللغة العربية بعد مرور 40 دقيقة من بدء الامتحان، حيث تم تسريب الامتحان بعد مرور نصف ساعة فقط، ونشرت صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" إجابات نموذجية قالت إنها خاصة بأسئلة امتحان اللغة العربية للثانوية العامة بمدارس المتفوقين، وقالت إنها "إهداء لوزير التربية والتعليم". وترصد "المصريون" أبرز وقائع تسريب الامتحانات على مدار الأربع سنوات:
صفحة تسريب امتحانات الثانوية العامية 2013: من أقدم وأول صفحات الغش الإلكترونى التى أبدت تحديا واضحا لوزارة التربية والتعليم منذ 2013، حيث نشرت الصفحة قبل الامتحان بفترات قليلة على صفحتها الإلكترونية "بدأ العد التنازلى للامتحانات.. اثبت وجودك معانا هنا فى البوست لايك + كومنت وشير للبوست عشان تعرف اخواتك اللى ف ثانوية إننا هنغشش السنادى" ومع أول امتحان بدأت الصفحة فعاليتها بتسريب أسئلة الامتحان بإجابتها النموذجية.
"شومينج بيغشش ثانوية عامة" و"عابيلو واديلو": بدأت هذه الصفحات منذ 2014 وأخذت فى الانتشار بشكل سريع وبالفعل استطاعت تسريب العديد من الامتحانات على مدار العامين 2014 و2015 ، ومع نهاية 2015 استطاعت بعض الجهات إيقاف صفحة عابيلوا واديلو التى كانت لها إسهامات كثيرة فى تسريب الامتحانات ومع بداية 2016 أعلنت صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" عن نيتها فى تسريب الامتحانات متحدية ما قد تتخذه وزارة التربية والتعليم من إجراءات للتصدى لمحاولات التسريب كما سعت إلى الترويج لصفحة "عابيلو واديلو "من جديد.
وكتبت "شاومينج "على صفحتها: "عشان محدش يقول إننا بنحارب منافسينا تم نقل صفحة "عابيلو واديلو على موقع آخر وعلى الطلبة الراغبين في التواصل اتباع هذا الرابط "، وتابعت: "عشان الكل يعرف إن هدفنا محاربة منظومة التعليم الفاسد لصالح الطالب البسيط".
جرس إنذار صفحات الغش هذا العام: ولفتت موقع "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" عن استمرار مسلسل تسريب الامتحانات هذا العام، حيث أعادت الصفحة تسريب امتحانات الشهادة الإعدادية لهذا العام، حيث شهدت كل من المنصورة ومحافظة الشرقية تسريبا لورقة أسئلة اللغة العربية للشهادة الإعدادية بعد ربع ساعة من بدء الامتحان، وتداولها بعض أولياء الأمور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات "فيس بوك" بالمنصورة، رغم كل الفعاليات التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم للتصدي لهذا الأمر.
وأكدت الوزارة، أن الورقة المتداولة لا تعد تسريبا للامتحان، لأنها ظهرت بعد انقضاء ما يقرب من نصف الوقت، مؤكدا قيام الوزارة بالتنسيق مع المحافظين إنشاء غرفة عمليات رئيسية لمتابعة امتحانات الشهادة الإعدادية بمختلف الإدارات التعليمية بالمحافظة، والبالغ عددها 12 إدارة تعليمية بالتنسيق مع غرفة العمليات بديوان عام مديرية التربية والتعليم، لتذليل العقبات التي تعكر صفو الطلاب وتلقى أي شكوى والعمل على حلها في الحال متبنية شعار "ثانوية عامة منضبطة وآمنة"، محذرة من محاولات الغش بالإشارة إلى عقوبة الطالب في حالة الغش والتي تصل إلى حرمانه من المادة، وإذا سرب الامتحان يطبق عليه قانون 101، مشيرًا إلى أن تسريب الامتحان قبل الساعة 9 صباحا يعتبر أمن قومي وعقوبته السجن". أبرز ضوابط الوزارة للتصدي للظاهرة: وأعلنت الوزارة عن ضوابط عدة للتصدى للظاهرة إلا أن هذا الأمر لا يكبح جماح الصفحات لتسريب الامتحانات، وتأتى الحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد عن 50 ألف جنيه،أولى الضوابط التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم للتصدي لهذه الظاهرة، وذلك تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية رقم 101 لسنة 2015 لكل من ينشر أسئلة أو أجوبة تتعلق بأعمال الامتحانات والتي تقضى بإحالة أي طالب يثبت عليه ذلك إلى النيابة العامة لتولى التحقيق ومحاسبة المعلم والمراقب المشارك في ذلك.
وطاردت وزارة التربية والتعليم الطلاب من خلال العصا الإلكترونية لتفتيش الطلاب قبل دخول اللجان بحثًا عن أى وسيلة الكترونية تليفون محمول أو سماعة بلوتوث أو ساعة ذكية قد يستخدمها الطلاب لتصوير ورقة الامتحان ورغم ذلك ما زالت صفحات الغش الالكتروني تتحدى الوزارة بالإعلان القريب عن ورق أسئلة الامتحانات لكل المراحل التعليمية مع تقديم نماذج للأسئلة ما جعل البعض يؤكد فشل العصا في إرهاب أصحاب هذه الصفحات.
واستبعدت الوزارة اللجان التي شهدت حالات غش إلكتروني خلال الأعوام السابقة، فضلاً عن وقف التحويلات إلى لجان بعينها من قبل المحافظات لوقف محاولات الغش.
وقامت الوزارة بوضع عضو من الشئون القانونية داخل اللجان للتحقيق في أى مخالفة تحدث داخل اللجان لتحقيق الانضباط داخل اللجان ومنع الطلاب من تصوير ورقة الأسئلة وإرسالها لتبادل الإجابات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي.
وعملت الوزارة على تأمين نقل أسئلة الامتحان والإجابات من خلال تأمين المركبات التي تنقل الأوراق من وزارة التربية والتعليم لعدة مناطق حتى وصول الأسئلة للمدارس، فضلاً عن تأمين عودة أوراق الإجابات، حيث تدفع الأجهزة الأمنية بمجموعات مسلحة وتشكيلات أمنية لتأمين الحافلات، ويتم نقل الأسئلة للمناطق النائية والبعيدة بواسطة القطارات والطائرات.
أعلنت الوزارة التنسيق مع مباحث الإنترنت لملاحقة الصفحات المتخصصة في تسريب أسئلة الامتحانات، أبرزها صفحات "عبيلو وأديلو، و"شاومينج بيغشش أولى وثانية وثالثة ثانوى"، و"شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، حيث استحدثت أجهزة الأمن في أساليبها وطورت من تقنياتها العالية لملاحقة القائمين على إدارة الصفحات، وبث إجابات امتحانات الثانوية العامة.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أنها ترصد كل صفحات الغش الالكتروني التي تنشر أدوات الغش من سماعات بلوتوث وأقلام بها كاميرات ونظارات وغير ذلك من أدوات، فضلا عن تدريب المراقبين على كيفية اكتشاف مثل تلك الأدوات، لافتًا إلى أن الوزارة في سباق مع الطلاب الذين يمارسون الغش الإلكتروني.
