نكشف بالأسماء.. أبرز صفحات تسريب الامتحانات.. و"التعليم" ترد بالعصا الإلكترونية خبير إلكتروني: "التعليم" لم تنسق مع "الاتصالات" للتصدى للأمر.. قانوني: لا توجد عقوبة قانونية للقائم بتسريب الامتحانات
"شومينج بيغشش ثانوية عامة" و"عابيلو واديلو" هاجس يؤرق التعليم كل عام بالتزامن مع اقتراب مواعيد امتحانات الثانوية العامة، فتعد هذه الصفحات هى المنقذ للطلاب لحل المسائل الصعبة التى احتار الطلاب فى حلها، ففشلت معه العصا الإلكترونية ومراقبة اللجان ووقف المسئولون بإحراج أمام تهمة التسريب، وتساؤلات عدة هل تسريب امتحانات الإعدادية بداية وتمهيد لتسريب أكبر فى الأيام القادمة أم ستحسم "التعليم" السباق وتفرض سيطرتها على هذه الصفحات. وأعاد تسريب امتحانات الشهادة الإعدادية لهذا العام ملف تسريب الامتحانات من جديد، حيث شهدت كل من المنصورة ومحافظة الشرقية تسريبًا لورقة أسئلة اللغة العربية للشهادة الإعدادية بعد ربع ساعة من بدء الامتحان، وتداولها بعض أولياء الأمور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وصفحات "فيس بوك" بالمنصورة، رغم كل الفعاليات التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم للتصدى لهذا الأمر. وأكدت الوزارة، أن الورقة المتداولة لا تعد تسريبًا للامتحان، لأنها ظهرت بعد انقضاء ما يقرب من نصف الوقت، مؤكدا قيام الوزارة بالتنسيق مع المحافظين إنشاء غرفة عمليات رئيسية لمتابعة امتحانات الشهادة الإعدادية بمختلف الإدارات التعليمية بالمحافظة، والبالغ عددها 12 إدارة بالتنسيق مع غرفة العمليات بديوان عام مديرية التربية والتعليم، لتذليل العقبات التى تعكر صفو الطلاب وتلقى أى شكوى والعمل على حلها فى الحال متبنية شعار "ثانوية عامة منضبطة وآمنة"، محذرة من محاولات الغش بالإشارة إلى عقوبة الطالب فى حالة الغش والتى تصل إلى حرمانه من المادة، وإذا سرب الامتحان يطبق عليه قانون 101، مشيرًا إلى أن تسريب الامتحان قبل الساعة 9 صباحا يعتبر "أمن قومي" وعقوبته السجن. أبرز ضوابط الوزارة للتصدى للظاهرة تأتى الحبس مدة لا تزيد عن سنة وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد عن 50 ألف جنيه، أولى الضوابط التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم للتصدى لهذه الظاهرة، وذلك تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية رقم 101لسنة 2015 لكل من ينشر أسئلة أو أجوبة تتعلق بأعمال الامتحانات والتى تقضى بإحالة أى طالب يثبت عليه ذلك إلى النيابة العامة لتولى التحقيق ومحاسبة المعلم والمراقب المشارك فى ذلك. وطاردت وزارة التربية والتعليم، الطلاب من خلال العصا الإلكترونية لتفتيش الطلاب قبل دخول اللجان بحثًا عن أى وسيلة إلكترونية "تليفون محمول أو سماعة بلوتوث أو ساعة ذكية قد يستخدمها الطلاب لتصوير ورقة الامتحان"، ورغم ذلك مازالت صفحات الغش الإلكترونى تتحدى الوزارة بالإعلان القريب عن ورق أسئلة الامتحانات لكل المراحل التعليمية مع تقديم نماذج للأسئلة ما جعل البعض يؤكد فشل العصا فى إرهاب أصحاب هذه الصفحات. واستبعدت الوزارة اللجان التى شهدت حالات غش إلكترونى خلال الأعوام السابقة، فضلا عن وقف التحويلات إلى لجان بعينها من قبل المحافظات لوقف محاولات الغش. وقامت الوزارة، بوضع عضو من الشئون القانونية داخل اللجان للتحقيق فى أى مخالفة تحدث داخل اللجان لتحقيق الانضباط داخل اللجان ومنع الطلاب من تصوير ورقة الأسئلة وإرسالها لتبادل الإجابات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي. وعملت الوزارة على تأمين نقل أسئلة الامتحان والإجابات من خلال تأمين المركبات التى تنقل الأوراق من وزارة التربية والتعليم لعدة مناطق حتى وصول الأسئلة للمدارس، فضلا عن تأمين عودة أوراق الإجابات، حيث تدفع الأجهزة الأمنية بمجموعات مسلحة وتشكيلات أمنية لتأمين الحافلات، ويتم نقل الأسئلة للمناطق النائية والبعيدة بواسطة القطارات والطائرات. كما تمت إقامة غرفة عمليات بكل إدارة تعليمية لتلقى البلاغات وسرعة حلها، ويتم ربط هذه الغرفة بمأمور القسم التابع له الإدارة التعليمية، فيما شددت الأجهزة الأمنية على التعامل بحسم وقوة مع أية محاولات للغش من خارج المدارس ومنع أى تجمعات بمحيط اللجان حتى لا يتم التأثير على الطلاب أثناء أداء الامتحانات. أعلنت الوزارة التنسيق مع مباحث الإنترنت لملاحقة الصفحات المتخصصة فى تسريب أسئلة الامتحانات، أبرزها صفحات "عبيلو وأديلو، و"شاومينج بيغشش أولى وثانية وثالثة ثانوى"، و"شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، حيث استحدثت أجهزة الأمن فى أساليبها وطورت من تقنياتها العالية لملاحقة القائمين على إدارة الصفحات، وبث إجابات امتحانات الثانوية العامة. وأكدت وزارة التربية والتعليم، أنها ترصد كل صفحات الغش الإلكترونى التى تنشر أدوات الغش من سماعات بلوتوث وأقلام بها كاميرات ونظارات وغير ذلك من أدوات، فضلاً عن تدريب المراقبين على كيفية اكتشاف مثل تلك الأدوات، لافتًا إلى أن الوزارة فى سباق مع الطلاب الذين يمارسون الغش الإلكتروني. "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" و"عابيلو وأديلو" تستعد بنماذج الأسئلة: حدثت صفحة "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة" أشهر صفحات الغش، تطبيقها على الهواتف المحمولة ليشمل المراجعة النهائية لمادة اللغة العربية، مؤكدة أن هدفها هو التسهيل على الطلاب وأعلنت عن نيتها لعمل تطبيق للفلسفة والمنطق، فيما كتبت صفحة "عبيلو واديلو" تمهيدًا للامتحانات، "مساء الخير نسخن كدا علشان الامتحانات خلاص على الأبواب كله يخبط لايك ويقولنا فى سنة كام"، وعلقت صفحة "ثورة التعليم الفاسد" قائلة: "هانت فاضل شهرين". ونشرت صفحة "شاومينج بتغشش ثانوية عامة" على صفحتها استعدادًا لامتحانات الثانوية العامة: "ناس كتير بتهاجمنا علشان بننزل الامتحان، عملنا ملازم مراجعة للطلبة علشان يذاكروا منها والملازم ديه ملخصة المنهج كله وسهلة وهى عبارة عن أسئلة وإجاباتها ومفيش سؤال هييجى فى الامتحان من خارج الملزمة وبرضو الناس بتهاجمنا، طيب إيه المطلوب! رغم ذلك سنستمر فى إعطاء الملازم للطلبة رغم أنف الجميع، على من يرغب فى حجز الملازم التواصل معنا على رسائل الصفحة، كل واحد يمنشن لأصحابه يا شاومنجيين ومتبخلوش على أصحابكم بالملازم". ونشرت صفحة "عابيلو وأديلو" على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى "مساء الخير نسخن كدا علشان الامتحانات خلاص على الأبواب كله يخبط لايك ويقولنا فى سنة كام". خبير الكتروني: "التعليم" لم تنسق مع "الاتصالات" للتصدى للأمر فى هذا السياق، قال محمد حسن، الخبير الإلكتروني، إن وزارة التربية والتعليم لم تضع أى ضوابط بالتنسيق مع وزارة الاتصالات لإنهاء هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن القضاء على هذه الظاهرة أمر سهل لسهولة الوصول إلى القائم بتسريب الامتحانات وتوقيع عقوبة الحبس عليه. وأشار حسن، فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن الوزارة من الممكن أن تتبع خطة أسهل بتخصيص نموذجين للامتحانات وترشح نموذجًا للطباعة قبلها بأسبوعين، وتقوم بطباعة النموذج الآخر قبل الامتحان بيوم، وبالتالى تحبط الوزارة محاولات تسريب الامتحانات، مؤكدًا فشل العصا الإلكترونية فى التصدى لهذه الظاهرة. وأضاف حسن، أن وزارة التربية والتعليم يمكنها تخصيص مبلغ مالى ل"فيسبوك" حتى يستطيع العاملون به الوصول للشخص الذى يقوم بتسريب الامتحانات من خلال أعلى كومنتات أو لايكات لمنشور تمكننا من الوصول للقائم بهذه العملية من خلال IP Address ومن ثم التحقيق معه وينتهى الأمر بالحبس 3 سنوات، مؤكدًا استمرار هذه الظاهرة لعدم استخدام الوزارة أى من هذه الأساليب بالتعاون مع "الاتصالات". قانوني: لا توجد عقوبة قانونية للقائم بتسريب الامتحانات من جانبه، قال نبيل مصطفى خليل، الخبير القانوني، إنه لا يوجد قانون يقضى بعقوبة قانونية للقائم بتسريب الامتحانات خاصة لعدم القدرة على التوصل إليه، لافتا إلى عدم الاتصال مع شرطة الإنترنت والتنسيق معها للوصول إلى ذلك. وأشار خليل، فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن عقوبة الطالب الذى يثبت عليه تسريب الامتحانات هو الفصل عامين والحرمان من المادة وعمل تحقيق ومن ثم مجلس تأديب، مؤكدا عدم وجود عقوبة قانونية تقضى بالحبس فى هذا الأمر، وهو ما جعل إنهاء الظاهرة أمرًا صعبًا لعدم وجود عقوبة تجرم ذلك.