تواصل «المصرى اليوم» كشف التعديات على نهر النيل بمحافظة الغربية وعن الجرائم التى ترتكبها مديرية الرى والصرف بالمحافظة والوحدات المحلية ومجلس مدينة كفر الزيات من خلال السماح بإلقاء مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى على النهر مباشرة فى مدينة كفر الزيات. قال عدد من الأهالى إن مجلس مدينة كفر الزيات والوحدات المحلية التابعة له تسمح بإلقاء مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى الناتجة عن مخلفات عشرات القرى و17مصرفاً فرعياً لتصب فى مصرف تلا العمومى الذى يلقى مخلفاته مباشرة فى نهرالنيل بالرغم من وجود أكثر من محطة لتنقية مياه الشرب بالمدينة تسحب المياه مباشرة من النيل لتنقيتها بالقرب من مصب المصرف، وهو ما يعنى أن هذه المحطات تنقى مياهاً مختلطة بالمجارى. وأكدوا أن عشرات القرى مثل قصر بغداد والطالبية وكفر إخشا وادبشاى وأبوالعز ومشلة ومنشية الكردى، كفر يعقوب وديما وشبراريس وفيشا سليم وكفر الشيخ سليم والدلجمون تلقى صرفها الصناعى والصحى والزراعى فى مصرف قصر نصرالدين ومصرف سبيل وعزبة سعيد ومصرف الكمايشة ومصرف الرهاوى ومصرف دنشواى ليتم تجميعه ليصب فى مصرف تلا العمومى الذى يأتى من محافظة المنوفية ليلقى مباشرة فى نهر النيل بكفر الزيات. وأكد مصدر مسؤول بالرى أن هذه المصارف زراعية لكن الواقع يكشف عن تحولها إلى مصارف صحية بعد تحويل الصرف الصحى بعشرات القرى بكفر الزيات على هذه المصارف حيث توجد مواسير تلقى بمخلفات القرى من الصرف الصحى فى مصرف تلا، لافتاً إلى أن قرية قصر بغداد توجد بها 4 مواسير ضخمة تلقى بالصرف الصحى فى مصرف تلا وفى قرية الطالبية توجد 3 مواسير وأبوالعز 4 مواسير وشبراريس ماسورة واحدة. وكشفت «المصرى اليوم» أماكن المصارف الصحية التى تلقى بمخلفاتها على المصرف الزراعى «تلا» الذى يصب فى النيل، وأولها ماسورة الصرف الصحى بقرية شبراريس الموجودة بالكيلو 6200 بمصرف قصر نصرالدين وماسورة قرية كفر إخشا التى تلقى بمخلفاتها بالكيلو 8575 بمصرف نصر الدين والكيلو 35 بمصرف قصر بغداد. قال مصعب حامد من أهالى المدينة إن مشهد المصرف يعد من أبشع المشاهد التى يراها أى زائر لكفر الزيات بمجرد أن يلمحه ويعتبر جريمة ترتكب فى حق النيل ويجب على الحكومة إلغاء مسار هذا المصرف حتى لا يصب فى النهر . وأشار إلى أن معظم عدادات المياه فى منازل كفر الزيات تتعرض دائما للتعطل بسبب زيادة الرواسب فيها مما يؤكد وجود نسبة تلوث عالية فى مياه الشرب التى يتم رفعها من النيل التى تلقى فيه المصارف مخلفاتها. وأضاف أن القرى التى تقع على ضفاف النيل أصبحت تعانى من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب ارتفاع معدلات التلوث فلم يعد السكن على النيل ميزة بل أصبح نقمة. وكشف حسنين الشورة، عضو مجلس الشعب عن كفر الزيات، أن عدداً كبيراً من القرى التى لم تتم إقامة مشروع الصرف الصحى بها تلقى صرفها الصحى فى المصارف التى تلقى فى النيل مباشرة وطالب بتوصيل خدمة الصرف الصحى إلى جميع قرى المركز حتى لا تلقى مخلفاتها فى النيل. وأكد السيد الديب، عضو مجلس محلى مدينة كفر الزيات، أن مصرف تلا يعد من أكبر مصادر تلوث النيل والتى لا تقل عن مخلفات الشركة المالية التى يتم إلقاؤها فى النيل، مشيراً إلى أنه تقدم بأكثر من طلب إحاطة بشأن هذه الكارثة، لكن دون جدوى. وأكد أحمد ممدوح، عضو مجلس محلى مركز كفر الزيات، أن كارثة بيئية تهدد الآلاف من سكان المدينة بسبب إلقاء هذه المصارف مخلفاتها فى النيل. وطالب بإنشاء محطات صرف صحى بالقرى الواقعة على نهر النيل حتى لا تلقى مخلفاتها فى مجراه. وكشف عن وجود مصرف صناعى يلقى مخلفات شركات البترول فى النيل مما يتسبب فى نفوق الأسماك، بالإضافة إلى قيام عدد كبير من الصيادين بالمنطقة بإقامة مزارع وأقفاص سمكية تعتمد على مياه المجارى مما يهدد الصحة العامة. وكشف مصدر مسؤول بمديرية الصرف بالمحافظة أن حجم مخلفات الصرف الصحى والصناعى التى يتم القاؤها يوميا فى نهر النيل بكفر الزيات من مصرف تلا يقدر ب150 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى. ومن جانبه، قال على السلمى، رئيس مدينة كفر الزيات، إنه لا يعرف شيئاً عن هذا الموضوع.