شركة الأسمدة والمبيدات تلقى أطنان السموم فى النيل 500 ألف مواطن بمدينة كفر الزيات والقرى المجاورة لها يواجهون الموت البطىء بسبب نسبة التلوث الصناعى المتفاقمة، بعد تجاوزها النسب المسموح بها دولياً، وتضم كفر الزيات عدداً كبيراً من المصانع والشركات مثل مصانع الكيماويات والمبيدات والأسمدة، والمبيدات الحشرية والورق والزيوت والصابون، وكانت فى منتصف القرن الماضى من أشهر المدن الصناعية، وتضعها تقارير عالمية الآن فى المركز السابع من حيث التلوث البيئى القاتل. عرفت كفر الزيات الصناعة منذ الأربعينيات بإنشاء أول شركة فى الشرق الأوسط تضع الأساس القوى لصناعة سماد الفوسفات والكيماويات وإنتاج حمض الكبريتيك منذ بدأت الشركة نشاطها فى المدينة عام 1940، ومع تطور الوعى البيئى والتزايد السكانى بدأت مشاكل تلك الصناعات وخطرها الدائم على البيئة والإنسان والنبات والتربة ليس فى كفر الزيات وحدها وإنما امتدت إلى القرى التابعة لها بأكملها. وحمل النائب حسنين الشورة (عضو الكتلة البرلمانية للإخوان عن دائرة كفر الزيات) حجم مأساة ارتفاع نسبة التلوث الصناعى فى قرى ومدينة كفر الزيات لتهاون وزارة البيئة. مشيرًا إلى أن شركات الكيماويات تُلقى عوادمها فى نهر النيل، وشركة المبيدات التى تُنتج نحو 12 نوعًا من المبيدات المسرطنة تلقى عوادمها فى الصرف الصحى؛ وهو الأمر الذى يُنذر بعواقب وخيمة وآثار بيئية خطيرة ستصيب كل شىء بكفر الزيات. وطالب الشورة وزير البيئة بالتدخل العاجل لإنقاذ مدينة كفر الزيات من كارثة بيئية وصحية محدقة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. وعلى الرغم من تصريحات وتأكيدات المهندس ماجد جورج (وزير الدولة لشئون البيئة) خلال زيارته لمحافظة الغربية، أن هناك العديد من القضايا المنظورة أمام النيابة ضد شركات ومصانع كفر الزيات الملوثة للبيئة ومياه نهر النيل فرع رشيد, وأنه سيتم غلق هذه الشركات المخالفة غلقًا جزئيًّا فى حالة عدم التزامها بخطة توفيق الأوضاع الملزمة لها والتى تعطيها 3 % منحة لا ترد, و70 % قروضًا ميسرة لحل مشكلة الصرف الصناعى، فإن التقارير تثبت عكس ذلك, حيث تؤكد أن كفر الزيات مدينة التلوث الصناعى. وقال تقرير أعده الدكتور طارق النمر الأستاذ بقسم الطبيعة ورئيس معمل أبحاث التحليل الإشعاعى بعلوم طنطا أن شركات الأسمدة بكفر الزيات تهدد حياة الملايين من سكان محافظة الغربية عمومًا، ومركز كفر الزيات بشكل خاص، ويسبب الإشعاع أمراضًا شديدة الخطورة كالأورام السرطانية، والقصور فى وظائف الأعضاء، مما يعد كارثة بيئية تهدد حياة سكان المناطق المحيطة. وأكد تقرير للمعمل الإشعاعى بكلية العلوم جامعة طنطا مخاطر نشاط الشركة المالية والصناعية بكفر الزيات التى تتسبب فى تلوث الهواء بالراديوم المشع، وكذلك نهر النيل والزراعات المنتشرة على جانبى فرع رشيد، وهو ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين الذين قاموا برفع دعاوى على الشركة وحصلوا على أحكام نهائية من محكمة استئناف طنطا لصالحهم. وقال محمد حماد عضو المجلس المحلى عن المحافظة إن المجلس تقدم بالعديد من التوصيات لغلق وحدة السماد المحبب ووقف صرف المياه الملوثة على النيل التى أصبحت يرثى لها نتيجة التلوث الشديد غير المعالج على المجارى، وكشف عن وجود محاضر عديدة ضد الشركات الصناعية التى تصرف مخلفاتها غير المطابقة، وهناك 6 محاضر ضد الشركة المالية، كما أشار تقرير قسم شرطة المسطحات المائية إلى أن المخلفات الصناعية غير مطابقة. وحرر جهاز البيئة بوسط الدلتا محضراً ضد الشركة المالية بالقضية رقم 32484 جنح كفر الزيات لعدم اتخاذ التدابير اللازمة ومنع تسرب الانبعاثات وملوثات الهواء وزيادة نسبة الجسيمات العالقة عن الحد المسموح به فى القانون إلى جانب عدم حماية نهر النيل والمجارى المائية عن الحدود المسموح بها التى نص عليها القانون فى المادة 61 من القانون 48 لسنة 82. لمعلوماتك... 10 ملايين جنيه تم رصدها لإقامة المصرف الصناعى منذ 3 سنوات ولم يتم