تجمهر نحو 10 آلاف مواطن من مدينة أخميم بسوهاج، مساء أمس الأول، أمام مكتب رئيس المدينة ورشقوه بالحجارة ومنعوه من مغادرته، احتجاجاً على بدء تفعيل قرار اللواء محسن النعمانى، محافظ سوهاج، بوقف دفن الموتى فى جبانات أخميم القديمة، ونقل عمليات الدفن إلى المقابر الجديدة بحى الكوثر اعتباراً من السبت المقبل. تلقى اللواء أحمد خميس، مدير أمن المحافظة، بلاغاً بالتجمهر وأحداث شغب وصلت إلى حد إشعال النار فى إطارات السيارات بميدان العروسة، الأمر الذى أدى إلى توقف حركة المرور لعدة ساعات. وانتقل اللواء صلاح زايد، نائب مدير الأمن، والعميد عصام حمزة، مدير المباحث الجنائية، إلى موقع الحادث، وسيطرت قوات الأمن على الموقف بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين، بعد تحطم نوافذ مجلس المدينة وزجاج سيارتى إسعاف وأتوبيسين، وفرضت طوقاً أمنياً حول المنطقة، وألقت القبض على 30 من المتجمهرين، كما فرضت أجهزة الأمن حظر التجوال فى الشوارع والطرق المؤدية لمبنى مجلس المدينة. وطالب الأهالى بتمليكهم الجبانات الجديدة بدلاً من حق الانتفاع، وتوفير الخدمات من رصف وإنارة وحراسة بها، وإلغاء رسوم نقل ودفن الموتى، وبينما عقد المحافظ اجتماعاً عاجلاً مع القيادات التنفيذية، امتنع أعضاء مجلسى الشعب والشورى عن حضوره لاحتواء الأزمة، جدير بالذكر أن قرار المحافظ تمهيد لبدء أعمال التنقيب عن المنطقة الأثرية، والكشف عن معبد رمسيس الثانى. ومن جانبه، قال المحافظ إنه لا يوجد قانون يجعل للمواطن الأحقية فى تملك الجبانة، ويجب على المواطنين معرفة ذلك، وأن لهم فقط «حق الانتفاع»، مشيراً إلى عدم فرض أى ضرائب أو رسوم على هذه الجبانات، وأنه لا توجد مدة محددة لحق الانتفاع. وأرجع عملية النقل إلى محاولة البحث عن أكبر كشف أثرى يحدث على أرض مصر، على حد قوله، موضحاً أن الرئيس مبارك وفر مليارى جنيه من أجل التنقيب أسفل تلك الجبانات، وأضاف: «الكشف سيجعل أخميم حسب الدراسات أهم من محافظة الأقصر من الناحية الأثرية، بالإضافة إلى النقلة الحضارية والتنويرية التى سيحدثها».
