اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس قياديا فى حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بعد أن داهمت منزلا كان يختبئ به فى الخليل بالضفة الغربية ومثلت بجثته، بينما اعتبرت حماس أن الاغتيال حلقة فى مسلسل لتصفية المقاومة متهمة السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع إسرائيل لتسهيل مقتله، فى الوقت الذى تكشفت فيه أنباء عن اعتزام إسرائيل بناء 3 وحدات استيطانية ومدرسة جديدة فى القدس، ضمن سياستها المتواصلة لتهويد المدينة وإفراغها من سكانها الفلسطينيين. وأعلنت قوات الاحتلال أنها قتلت على السويطى، القيادى فى كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، قرب الخليل فى الضفة الغربية بعد أن كانت تطارده منذ 6 سنوات وقامت قوات الاحتلال بتطويق منزل فى بلدة بيت عوا غرب الخليل اختبأ فيه القيادى فى القسام، بعد تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، وشارك فى الاغتيال قوة كبيرة من حرس الحدود، يدعمها جنود وعملاء من جهاز الأمن الداخلى «شين بيت»، وعشرات الدبابات والآليات المدرعة، وخلال محاصرة المنزل ومداخل مدينة الخليل، وقعت اشتباكات عنيفة بين أهالى بلدة «بيت عوا» وجنود الاحتلال، أسفرت عن إصابة 10 فلسطينيين بالرصاص المطاطى واعتقال 5 آخرين، فيما خرجت مظاهرات كبيرة فى البلدة تنديدا بالممارسات الإسرائيلية بعد استشهاد السويطى، وبينما قال أقاربه انه عثر على جثته تحت أنقاض المنزل الذى هدمته جرافات إسرائيلية إلى جوار بندقيته، بينما ذكرت وكالة «معا» الفلسطينية للأنباء أن قوات الاحتلال مثلت بجثمان السويطى بعد إخراجه من تحت الأنقاض. من جهتها، نعت حماس مقتل السويطى وحملت إسرائيل وسلطة فتح فى الضفة المحتلة المسؤولية الكاملة عن اغتياله، مؤكدة فى بيان أنه «ثمرة خبيثة من ثمار التنسيق الأمنى»، ويهدف إلى تصفية المقاومة، وأضاف البيان أن «الشهيد كان ملاحقا من أجهزة الرئيس الفلسطينى مثلما هو ملاحق من الاحتلال الصهيونى»، مشددا على أن «هذه الجرائم لن تفلح فى كسر شوكة المقاومة». وفى إطار السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدسالمحتلة، كشفت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الفلسطينية عن 3 مخططات إسرائيلية جديدة، صادقت عليها بلدية الاحتلال لبناء 321 وحدة استيطانية ومدرسة دينية فى حى الشيخ جراح شمال القدس، موضحة أن سلطات الاحتلال مدعومة من الجماعات المتطرفة تسعى إلى تهجير وطرد المواطنين المقدسيين وإتمام الاستيلاء على المساكن والعقارات المتبقية، تمهيدا لهدمها وإقامة المخططات الصهيونية على أنقاضها. وأوضح أن سلطات الاحتلال وحسب المخططات المذكورة تعتزم تغيير اسم الحى ليصبح «حى شمعون الصديق»، بدلا من حى الشيخ جراح. وحذرت من أن هذا المشروع فى حال تنفيذه «سيكون بمثابة طعنة خطيرة فى جهة القدس الشمالية وسيستخدم كحزام استيطانى لعزل المدينة عن امتدادها العربى، كما أنه سيحكم الحصار حول البلدة القديمة، وهو ما يعتبره الاحتلال من الأهداف الكبرى فى تهويد القدس». من جهة أخرى، وبعد الإعلان عن الموافقة على تجديد المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى منتصف الشهر المقبل، الذى سيسبقه لقاء يجمع الرئيس محمود عباس «أبو مازن» مع نظيره الأمريكى باراك اوباما، كشف موقع وكالة «معا» الفلسطينية للأنباء النقاب عن وجود اتفاق سرى بين أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فيما يتعلق بالاستيطان فى القدسالمحتلة وهو الاتفاق الذى مهد الطريق لإمكانية بدء المفاوضات غير المباشرة. قالت صحيفة «معاريف» إن الجانبين الإسرائيلى والأمريكى اتفقا على نفى وجود أى اتفاق سرى فى حال تسرب أى معلومة لوسائل الإعلام، للحفاظ على استمرار حكومة نتنياهو والائتلاف الحكومى وعدم سقوطها بهدف الاستمرار فى العملية السلمية، وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق أوضح أن موقف نتنياهو لم يكن برفض المطالب الأمريكية بوقف البناء فى المدينة، لكنه فى الوقت نفسه لم يبد الموافقة على الإعلان عن تجميد البناء فى المدينة، وإنما كان الجواب بين بين، بحيث سيتم تقليص واسع لعمليات البناء داخل القدسالشرقية، وعدم طرح أى مخططات جديدة للبناء فى مناطق القدسالشرقية مع الاستمرار فى البناء للمشاريع التى شارفت على الانتهاء، والسماح لنتنياهو بإصدار تصريحات تتسم بالمرونة حول رفضه وقف تجميد الاستيطان، وأضافت الصحيفة أن الاتفاق جاء بعد مشاورات استمرت أياماً بين الجانبين، قادها عن الجانب الإسرائيلى مستشار نتنياهو اسحاق مالكو، وعن الجانب الأمريكى دان شيفرو، مسؤول ملف الشرق الأوسط فى مجلس الأمن القومى الأمريكى.