وصف عدد من الخبراء السياسيين انتشار قوات الجيش فى شوارع القاهرة والمحافظات، ب«الأمر الاحترازى»، بهدف إيصال رسالة سياسية واضحة، وكذلك حماية المنشآت العامة في 11 فبراير، وهو اليوم الذي دعت فيه بعض الحركات والأحزاب السياسية إلى إضراب عام وعصيان مدني، فيما اعتبر آخرون الانتشار رسالة لفرض وجوده على أرض الواقع، من أجل تحقيق الضمانات التي طلبها من قبل فى الدستور الجديد، لكن من خلال تواجده على الأرض. فى هذا السياق، قال الكاتب الصحفى والمحلل السياسى سعد هجرس: «انتشار الجيش أمر احترازي متوقع في الوقت الذي دعت فيه بعض القوى والحركات السياسية للإضراب والعصيان المدني»، وأضاف: «نزول الجيش فى هذا التوقيت يبدو غامضا وغير واضح، ومن الممكن أن يكون له غرضان، الأول حماية المنشآت العامة، والثاني الاستعداد لضرب الحركات الثورية والشعبية المشاركة فى الإضراب والعصيان. وتابع: يوم التنحى يوم تاريخى فى تاريخ مصر والعالم كله، وكان يجب أن يكون يوما للاحتفال فى الأيام العادية، لكن ما نعيشه اليوم ليس عاديا فى ظل المماطلة فى محاكمة الرئيس المخلوع، المماطلة فى تسليم السلطة، وعدم محاسبة القتلة». فيما اعتبر الكاتب الصحفى صلاح عيسى، نزول الجيش أمراً احترازياً بمناسبة الدعوة للتظاهر والعصيان المدني، وهى حالات من الممكن أن تؤدى إلى شلل عام فى مرافق الدولة، مشيراً إلى توقع وجود مخربين ينتشرون فى الشوارع، وبالتالى وجوده أصبح ضرورة. ويرى الدكتور عماد جاد الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الهدف من نزول قوات الجيش، هو إعادة السيطرة من جانب المجلس العسكرى على الأوضاع فى البلاد، وكذلك رغبته فى فرض وجوده وحصوله على ضمانات من خلال وجوده فى الشارع. ورفض «جاد» القول بأنها رسالة تخويف سياسية، مؤكدا أنها رسالة سياسية بطابع أمنى تحت مسمى حفظ الأمن، خاصة بعد أحداث مدينة بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلا ومئات المصابين. ومن جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن انتشار قوات الجيش فى الشوارع، إذا كان يهدف لمساعدة الشرطة فهو قرار صائب ومرحب به.
