الإجابة عن السؤال فى العنوان أن المتحف الذى يعرض صوراً فوتوغرافية من اللوحات يصبح من متاحف الفوتوغرافيا، وهى متاحف موجودة فى الكثير من الدول، ولا يوجد منها متحف واحد فى العالم العربى، أما المتحف الذى يعرض اللوحات الأصلية فهو من متاحف الفنون التشكيلية، ولدينا منها عدد لا بأس به فى مصر والكثير من الدول العربية. ونفس هذه القاعدة العلمية التى لا يختلف عليها إلا جاهل وعالم، تنطبق على الأفلام السينمائية، فمتاحف السينما هى التى تعرض الأفلام كما صنعها أصحابها، وبنفس مقاس شريط التصوير، وبنفس الألوان (الأبيض والأسود ألوان وليس لونين كما هو شائع) ولذلك فإن ما يسمى «فيديوتيك» لا يسمى متحفاً لأن عرض أى فيلم منقول من السينما إلى الفيديو مثل عرض صورة فوتوغرافية من اللوحة، وكذلك عرض أى فيلم فيديو على شاشة السينما إذا كان قد صور بكاميرا الفيديو. هذه بدهيات، ولكننا نضطر إلى ذكرها، لأن هناك من يريد أن يعتبر وجود نسخة فيديو من الفيلم السينمائى يغنى عن وجود الأصل، والقضية هنا ليست شكلية، وإنما جمالية وقانونية أيضاً، فلا يوجد من يملك الحق القانونى فى أن يعرض فيلماً على غير ما صنعه مخرجه تماماً، أى بنفس عدد الدقائق والثوانى للأصل، وبنفس الألوان وبنفس حجم الشاشة، ولهذا كانت متاحف السينما. وقد استفادت السينما من الثورة التكنولوجية أو ثورة الديجيتال فى ترميم أصول الأفلام السينمائية، وتتبارى متاحف السينما فى العالم لإنقاذ ما تبقى من الأفلام الصامتة، ويبذل الباحثون جهوداً كبيرة لا تتوقف لحظة للبحث عن الأفلام «المفقودة» عملاً بقاعدة لا تقولوا إن هناك فيلماً مفقوداً حتى تنتهوا من البحث عنه، ولا نهاية للبحث، ونفس الأمر بالنسبة للأفلام الناطقة، وأقول متاحف العالم، ولكن ماعدا العالم العربى بما فى ذلك مصر صاحبة المرتبة العاشرة فى إنتاج الأفلام بين كل الدول فى المائة عام الأولى من تاريخ السينما، حيث لا يوجد أى متحف واحد للسينما من المحيط إلى الخليج. ولا يعنى هذا أن من الخطأ مشاهدة الأفلام عبر الفيديو أو الدى فى دى أو التليفزيون، ولكن لابد من توافر النسخ الأصلية فى المتاحف فى نفس الوقت، ومن عجائب مصر عدم وجود متاحف للفوتوغرافيا أو السينما، وإذا لم توجد وعلى رأس وزارة الثقافة فنان تشكيلى مثل فاروق حسنى، فمتى توجد؟! [email protected]
