قبل مباراة القمة المرتقبة اليوم بين فريقى الأهلى والزمالك، فى نهائى دورى أبطال إفريقيا، يصاب بعض المشجعين بالتوتر والتعامل بشكل حاد مع أسرهم وأصدقائهم، مما يؤثر على صحتهم النفسية، مع احتمالية إصابة البعض بالذبحات القلبية أو جلطات المخ، لا قدر الله، خاصة أن هذه المباراة هى الأولى من نوعها فى تاريخ البطولات الإفريقية بين قطبى الكرة المصرية، وبالتالى فهى تتخذ طابعًا خاصًّا بين جماهير الفريقين، وتزداد مخاوف الأمراض بين المشجعين المتعصبين تحديدًا، والذين دعتهم وزارة الشباب والرياضة، لنبذ التعصب والتكاتف لدعم الفريقين على أساس أنهما يمثلان الكرة المصرية. وفقًا للدكتور إبراهيم مجدى حسين، إخصائى الطب النفسى والمخ والأعصاب، فإن هناك فرقًا كبيرًا بين الانتماء والتعصب، فالأول يساوى المحبة والألفة، والتجمع على الترفيه والاستمتاع، وجميعنا يحتاج إلى هذا الانتماء، والدخول فى علاقات مستقرة وطويلة الأمد مع الآخرين، ففى تسلسل أبراهام ماسلو الهرمى للاحتياجات، يعد «الانتماء» جزءًا من أحد احتياجات الإنسان الرئيسية التى تحفز السلوك البشرى، ولكن يقودنا التعصب إلى العنف والمرض. وقال حسين ل«صحتك بالدنيا» إن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن القاعدة الجماهيرية لكرة القدم، هى ظاهرة اجتماعية راسخة، ويمكن اعتبار العديد من السلوكيات المرتبطة بها متطرفة أو مؤشرًا على مستويات عالية من الترابط الجماعى والولاء، فقد يسافر المشجعون لمسافات طويلة، وينفقون مبالغ كبيرة من المال والوقت فى المراقبة والمشاركة فى أحداث فرقهم، بينما تستمر معدلات الوفيات من العنف المرتبط بكرة القدم فى الارتفاع، حيث هناك معدلات وفاة بأمراض الدورة الدموية لدى الرجال على المستويين المحلى والعالمى. وأضاف: «التعصب بسبب إثارة كرة القدم يرفع درجة الأدرينالين؛ مما يسبب حماسًا وطاقة زائدين، وللأسف أغلبنا يسقط فى فخ التعصب، ولكن مهما حاولنا إثناء البعض عنه لن نستطيع التخلص من هذه الظاهرة بسهولة، خاصة أن لدينا فى مصر فقط نحو ثلث السكان من الفئة العمرية 20 إلى 24 عامًا، يشجعون كرة القدم وتميل النسبة الغالبة منهم إلى التعصب، ولكن علينا التوعية بمخاطره، وعلينا ألا نكون مجرد أدوات يحركها البعض، فلنبحث عن المحبة والحماس والالتفاف والترفيه دون عنف وكراهية، وننشر الدعابة وليس التنمر والسخرية، ونعايش اللحظات التى تجلب السعادة وليس اللحظات التى تجلب الضغط والسكر والذبحات القلبية والصدرية وجلطات المخ، وهى الأمراض المعرض لها أى شخص يتخذ التعصب أسلوبًا له.
