دعت جماعة الإخوان المسلمين، الخميس، إلى جمعة للتضامن مع الشعوب العربية، وخاصة الشعب السوري ضد الإبادة التى يتعرض لها على يد نظام الرئيس بشار الأسد. وأعلنت الجماعة الإسلامية تأييدها للدعوة مؤكدة أنها ستشارك لكن ليس بنفس قوة الجمعة الماضية، فيما رفضت الطرق الصوفية والتيارات والأحزاب السلفية المشاركة. وقال الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة: «إن الإخوان يستنكرون كل أفعال الأنظمة الغاشمة ضد شعوبهم، ويطالبون بضرورة وقفها فورا، ومحاسبة المسئولين عنها حتى ينالوا جزاءهم المستحق». ودعا حسين كل أفراد الجماعة في مصر والعالم إلى اعتبار اليوم للتضامن مع الشعوب العربية الشقيقة وخاصة الشعب السوري، الذي يعاني الظلم والإبادة على يد النظام السوري. وطالب الإخوان والشعوب العربية والإسلامية والعالم الحر على التفاعل الإيجابي مع الأحداث، وإظهار رفضها لذلك، والتصدي لها دعما للشعوب العربية. وقال قيادي بالجماعة- طلب عدم ذكر اسمه-: «إن المشاركة اليوم ستقتصر على التضامن مع الشعوب العربية عقب صلاة الجمعة أمام المساجد بالقاهرة والمحافظات». وأكد قيادي أخر بالجماعة، إنه ستكون هناك مشاركة في الإفطار وصلاة التراويح التى تنظمها اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة في ميدان التحرير، لكن هذه المشاركة متروكة لأعضاء الجماعة دون قرار، موضحا أنه سيكون هناك مشاركة قبطية في الإفطار بالتحرير. وقال المهندس عاصم عبد الماجد، مدير المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية: «سوف نحضر جمعة الوفاق العربي فإنها محل اهتمام كبير فالقضايا العربية ذات أولوية لدينا، فنحن ننظر بقلق بالغ إزاء المجازر التى تحدث في سوريا وليبيا، فنحن ننظر بقلق بالغ إزاء إصرار النظام اليمنى على عدم تسليم السلطة للشعب». وأضاف ل«المصرى اليوم»: «أن الجماعة الإسلامية سوف تكون لها مشاركة ولكن لن تكون بنفس حجم المشاركة فى الجمعة الماضية، فسوف تكون مشاركة ولكنها مشاركة فوق الرمزية». وقال الدكتور طارق الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «إن الجماعة تعلن تضامنها الكامل مع الشعوب العربية في سوريا وليبيا واليمن، فما يحدث في هذه الدول لا يمكن أن يحتمل ولن يسكت عليه الشعب المصرى الأبي الذي طالما وقف مناصرا لقضايا الشعوب العربية والإسلامية». وذكر أن الجماعة سوف تقوم بحملة توعية بمخاطر العدوان على هذه الشعوب العربية. وأكد أن الجماعة سوف تدعو لمليونية من أجل الضغط حتى تنال هذه الشعوب استقلالها من الطغاة والمستبدين والتحذير من حجم العدوان الذي ترتكبه هذه الأنظمة ضد شعوبها وسوف يصاحب ذلك حملة توعية كبيرة. فى المقابل، قال الدكتور محمد يسري، المتحدث باسم حزب النور السلفي إن الحزب لن يشارك فى جمعة الوفاق العربي لكنه يسعي إلى مساعدة الثورات العربية من خلال مؤتمر جماهيري سيعقد في القاهرة وسيتم دعوة مندوبي الدولة العربية إليه لبحث المعوقات التي تواجه الثورات العربية لتحقيق أهدافها. وقال خالد سعيد المتحدث الرسمي للجبهة السلفية إن السلفيين لن يشاركوا فى تلك الجمعة التي دعا إليها الإخوان، وأضاف أن الجبهة تعقد اجتماعات مع التيارات الإسلامية حول تنظيم مظاهرة ضخمة لتصعيد الاعتراض على المبادئ فوق الدستورية. وأكد عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة السلفي، أن الحزب لن يشارك فى أي مظاهرات أو وقفات احتجاجية طوال شهر رمضان لعودة الاستقرار مرة أخرى إلى البلاد، موضحا أن مساعدة الثورات العربية لا يكون من خلال وقفات احتجاجية إنما بتقديم المعونات المادية والمعنوية لهم. ورفضت الطرق الصوفية دعوة الإخوان، وأتهم الشيخ محمد علاء أبو العزايم، مؤسس حزب التحرير المصري، شيخ الطريقة العزمية، الإخوان بأنها تسعى لسرقة دور الأزهر الشريف في دعوة المسلمين لنزول إلى ميادين العربية والإسلامية لمناصرة الشعوب العربية التي تسعي للتحرر الوطني من الأنظمة الديكتاتورية . وأضاف: «أن دعوة الإخوان و رفع الأعلام السعودية في ميدان التحرير تكشف مخطط سعودي قطري بمشاركة عملائها بمصر لإشعال الحرائق وفتن»، مؤكدا أن إعلام السعودي و القطري يلعب دور كبير في مساندة الأخوان والسلفيين في مصر. وتابع: «أن الطرق الصوفية مريدين وشيوخ يرفضون دعوة الإخوان ويطالبون بعدم نزول جموع المصريين لميدان التحرير والميادين العربية وإفشال مخطط الوهابية السعودية القطرية».