أعتبر الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين في مصر محاكمة الرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى ومساعديه، والتي بدأت يوم الثالث من أغسطس حدثا فريدا في تاريخ الحياة السياسية المصرية. وقال الكتاتنى فى تصريحات صحفية الليلة الماضية ، إن هذه المحاكمات تعد انتصارا جديدا لإرادة الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير ، معتبرا أن مثول هذه الشخصيات داخل قفص المحاكمة ومطالعة ملايين المشاهدين لها عبر شاشة التليفزيون بثت الطمأنينة في نفوس الشعب المصري بأن العدالة تأخذ مجراها، وأنه لن يفلت مجرم بجريمته مهما كان منصبه. وأضاف أن الاستمرار في هذا النهج كفيل بمد جسور قوية من الثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة خلال هذه الفترة، " وهي ثقة يجب الدفع في اتجاه ترسيخها، لأنها ستكون بوابة البدء في مرحلة البناء والتنمية على كافة الأصعدة وفي جميع المجالات . وأوضح إنه إذا كان ما حدث من بدء المحاكمات يمثل خطوة جيدة في إطار معاقبة قتلة المتظاهرين خلال أيام الثورة، فإنه من الضروري عدم إفلاتهم من العقاب عن جرائم تزوير الانتخابات وإفساد الحياة السياسية والاقتصادية في مصر خلال العقود الماضية ، حيث لا تقل هذه الجرائم في خطورتها عن جرائم القتل أو نهب الأموال . وفى السياق نفسه ذكرت جماعة الأخوان فى بيان لها أن محاكمة مبارك تحمل دلالات عديدة، من بينها أن مصر تغيرت تغييرا جوهريا، فلم يعد هناك من هو فوق القانون، فالإرادة الشعبية صارت الغالبة، والسيادة للشعب وهو مصدر السلطات ،كما أن الشعب المصرى أثبت أنه شعب متحضر، فقد كان بمقدوره أن يثأر لنفسه بيده خارج إطار القانون، إلا أنه فوض القضاء في تحقيق القصاص احتراما لسيادة القانون لإقامة العدل وإحقاق الحق. ومن بين دلالات المحاكمة أن الشعب لم يصر على هذه المحاكمة شماتة في أحد، ولكن من أجل القصاص الذي هو ضمان الحياة، وأكدت الجماعة إن هذه المحاكمة تثبت أن الله هو الملك وأنه يمهل ولا يهمل، وأنه إذا أخذ الظالم لم يفلته، وأنها عبرة لكل المتجبرين الطغاة بأنهم سائرون - بإذن الله - إلى نفس المصير ، كما أنها تعتبر رادعا لكل من تحدثه نفسه للسير فى نفس طريق الظالمين المستبدين المفسدين، حسب قوله. ومن ناحية أخرى دعت جماعة الاخوان المسلمين فى مصر اليوم الخميس كافة أنصارها فى مصر والعالم لاعتبار يوم غد الجمعة يوما للتضامن مع الشعوب العربية، معربة عن استنكارها التام لما تقوم به السلطات الحاكمة فى سوريا وليبيا واليمن وغيرها ضد شعوبها وطالبت بوقفها فورا ومحاسبة المسؤولين عنها. وقال الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة والمتحدث الرسمى باسمها فى تصريحات للصحفيين:" لقد آلمنا بشدة ما نشاهده ونراه من تجاوز للسلطات السورية في استخدامها الوحشي للقوة في قمع المتظاهرين المسالمين المطالبين بحقوقهم وحرياتهم، وكذلك الممارسات الرهيبة للسلطات الليبية واليمنية تجاه شعوبهم." . وأضاف: لذلك يعلن الإخوان المسلمون استنكارهم التام لكل أفعال الأنظمة الغاشمة ضد شعوبهم ويطالبون بضرورة وقفها فورا ومحاسبة المسؤولين عنها حتى ينالوا جزاؤهم المستحق، كما إننا ندعو كافة الشعوب للتفاعل الإيجابي مع هذه الأحداث وإظهار رفضها لذلك والتصدي لها دعما للشعوب العربية الشقيقة. وتابع قائلا اننا ندعو الإخوان المسلمين في مصر وفي كافة أرجاء العالم لاعتبار يوم غد الجمعة يوما للتضامن مع هذه الشعوب والتعبير عن هذا الرفض بالأساليب المختلفة.
