اجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والبحرينوالإمارات، فى القاهرة، أمس، لبحث التصعيد ضد الموقف القطرى بعد انتهاء مهلة ال48 ساعة الإضافية للدوحة للاستجابة لقائمة المطالب ال13 التى حددتها تلك الدول لحل الأزمة مع قطر، وترصد «المصرى اليوم» كواليس ال7 ساعات التى استغرقها الاجتماع، بداية بوصول وزراء الخارجية حتى انطلاق المؤتمر الصحفى. بدأ الاجتماع الساعة ال12 ظهرا، حيث كان وزير الخارجية سامح شكرى، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد، أول الحاضرين، ثم حضر وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، وتسبب تأخير وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى تأجيل الميعاد الرسمى للاجتماع إلى الساعة الواحدة ظهرا. وفو وصول الجبير، بدأت الجلسة المغلقة والتى امتدت ساعة ونصف الساعة، ناقش خلالها الوزراء الأربعة تطورات الموقف مع قطر، وصياغة البيان الختامى، الذى تلاه شكرى فى المؤتمر الصحفى، وتم إبلاغ الصحفيين المعتمدين فى وزارة الخارجية، بأن الوزراء انتهوا من صياغة البيان، وأنه سيعلن فى الساعة الثانية والنصف عصرا، لكن امتدت المناقشات فى الغرفة المغلقة إلى الساعة الثالثة عصرا، وانتقل بعدها الوزراء إلى غرفة أخرى مغلقة، وعلمت «المصرى اليوم» من مصادر أن الوزراء ناقشوا التطورات الأخيرة قبل إعلان البيان، خاصة أن قطر صعدت، أمس، من لهجتها ضد الدول المقاطعة، وأكدت سعيها للتحالف مع إيران بعد ساعات من إعلان تلك الدول أنها تسلمت الرد القطرى على قائمة المطالب التى تقدمت بها منذ 12 يوما لعودة العلاقات مع الدوحة، وحل الأزمة الدبلوماسية معها، واستباقا للاجتماع الرباعى لوزراء خارجية مصر والسعودية والإماراتوالبحرين فى القاهرة لبحث الرد على الدوحة، قال وزير الخارجية القطرية، محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، إنه على الدوحة التعايش مع إيران، إذ نتشارك فى حقل للغاز، ولابد من وجود علاقة صحية وبناءة مع إيران، فتم إرجاء المؤتمر إلى الساعة الرابعة عصراً، وأكد الجبير رفضه فكرة التعاون القطرى مع إيران، وقال خلال المؤتمر: «ماذا ننتظر من دولة مثل إيران داعمة للإرهاب سوى دعم قطر». وقبل انطلاق المؤتمر بدقائق صدر بيان من الرئاسة المصرية، كشف تفاصيل الاتصال الهاتفى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، والذى طالب ترامب خلاله بحل الأزمة مع قطر، وهو ما أكده البيت الأبيض، بأن ترامب دعا للتوصل إلى حل للأزمة الدبلوماسية مع قطر، والحاجة إلى وقف تمويل الإرهاب، وأنه بحث مع السيسى تهديد كوريا الشمالية. وبعد وصول بيان الرئاسة، تأخر انطلاق المؤتمر لأكثر من ساعتين، حيث بدأ فى السادسة مساء، بعد أن قضى الصحفيون فى الغرفة المخصصة لهم فى قصر التحرير أكثر من 7 ساعات انتظارا لبدء المؤتمر، والذى اعتبره البعض أنه أقل من المتوقع، خاصة بعد الرد القطرى. وأكد المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الدول الأربع ستدرس كيفية التصعيد ضد قطر فى الأيام القادمة، وأضاف أن اجتماع القاهرة ليس له علاقة بالرد على موقف قطر الأخير برفض المطالب إنما جاء لتنسيق الرؤى بين الدول الأربع، وقال: «هذا الاجتماع تم الاتفاق عليه منذ أيام وسيعقد الاجتماع القادم فى المنامة وسيحدد الوزراء الأربعة موعده»، وقال «هناك بالفعل إجراءات سياسية واقتصادية ستخضع لدراسات قانونية لتصعيد الأمر ضد قطر». وأشار إلى أن الاجتماع له مغزى سياسى كبير بفضح ممارسات قطر أمام العالم أجمع بارتكابها مخالفات للاتفاقيات الدولية بسبب دعمها الواضح والصريح للإرهاب، لافتا إلى أن المطالب التى تم وضعها لقطر لا تقبل التسويف، وأن الرد القطرى لا يحمل أى نوع من تحمل المسؤولية. وقال مصدر دبلوماسى بحرينى إن قطر يجب أن تعلم أن مساندة الإدارة الأمريكية لها لم تعد مستمرة، مشيرا إلى أن إدارة ترمب تتعامل بشكل مختلف عن إدارة باراك أوباما، وأن قطر هى المتسببة فى تفاقم الأزمة، لرفضها المطالب، وأن الجميع أعطى مهلة للدوحة لنظر المطالب لكنها أصرت على موقفها وقال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق إن الإجراء القوى تم اتخاذه بالفعل، وهو قطع العلاقات مع قطر، وإغلاق المجال الجوى معها وهو إجراء سيساهم فى عجز اقتصادى لقطر، وأضاف فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن اجتماع القاهرة جاء للتأكيد على الموقف المتشدد ضد قطر وأن الفترة القادمة ستمارس الدول الأربع قوتها بفرض عقوبات على قطر بتعليق عضويتها فى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجى، وتابع: «بالطبع الدول الأربع تنتظر وقتا لمتابعة نتيجة القرار التى اتخذته، واستمرار قطر فى موقفها المتشدد يعنى استمرار التصعيد ضدها».
