جاء جعفر نميرى رئيساً للسودان خلفاً لإسماعيل الأزهرى، وظل يشغل هذا المنصب بدءاً من 25 مايو 1969 حتى أقصاه عنه عبدالرحمن سوار الذهب «زي النهارده» في 6 إبريل 1985، وجعفر نميرى مولود في 1 يناير 1930 في ودنوباوى، بأم درمان، بجمهورية السودان. تلقى دراسته الأولية في مدرسة الهجرة بأم درمان والابتدائية بمدرسة ودمدنى، ثم مدرسة حنتوب، وبعد ذلك تقدم لكلية جوردون، ثم التحق بالكلية الحربية السودانية عام 1950، وتخرج فيها عام 1952، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وعمل ضابطا في الجيش السودانى قبل أن يصبح رئيس مجلس ثورة مايو 1969، ويتقلد الرئاسة من مايو 1969 وحتى 19 يوليو، حيث تعرض لمحاولة انقلاب في 1971 وعاد للسلطة بعد دحر انقلاب الشيوعيين يوم 22 يوليو 1971، وتقلد خلال هذه الفترة رئاسة الحكومة وعدداً من الحقائب الوزارية، منها وزارة الخارجية في الفترة من 1970 إلى 1971، ثم وزارة التخطيط من 1971 إلى 1972 إلى أن انتخب رئيساً للجمهورية في أكتوبر 1971. واستمر في الحكم إلى 6 إبريل 1985 كان نميرى قد أسس وترأس حزب الاتحاد الاشتراكى الحاكم ثم مجلس الوزراء، وعلى إثر الإطاحة به لجأ سياسياً إلى مصر، قادما إليها من الولاياتالمتحدة، وظل في مصر لفترة امتدت من 1985 إلى 2000 حيث عاد إلى السودان في عام 2000، وأثناء فترة حكمه وفى عام 1983 قام نميرى بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات (هى أعالى النيل وبحر الغزال والاستوائية) تلبية لرغبة بعض الجنوبيين، خاصة جوزيف لاجو، الذى كان يخشى من سيطرة قبيلة «الدينكا» على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان أبيل ألير نائب الرئيس نميرى من قبيلة الدينكا، وكان مسيطراً على جميع أمور الجنوب، وقد تعارض إجراء نميرى بتقسيم الجنوب مع اتفاقية أديس أبابا ألا وهى الاتفاقية التي تنص على جعل الجنوب ولاية واحدة ومع أن عهده الذي دام 16 سنة قد عرف أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاماً، فإنه عرف أيضاً ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكرى الجيش الشعبى لتحرير السودان، كماعرف بروز جون قرنق أبرز زعماء المتمردين وشهدت الحرب الأهلية في عهده فصولاً دامية إلى أن توفى جعفر نميرى يوم السبت الموافق 30 مايو 2009 .