أجمع خبراء دبلوماسيون على أنه لا بديل عن حل الدولتين للصراع العربى الإسرائيلى، وانتقدوا موقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى طالب فيه بترك الأمر للفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرين ذلك تخليا من الولاياتالمتحدة عن فكرة حل الدولتين، رغم إقرار الإدارات الأمريكية السابقة منذ إدارة بوش الابن هذا الأمر. وطالب الخبراء باستغلال الموقف الأوروبى المؤيد لإقرار الدولتين فى ممارسة مزيد من الضغط على الولاياتالمتحدة وإسرائيل من أجل تنفيذ هذا الحل، بديلا عن الدولة الواحدة. وقال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق: «إقرار حل الدولة الواحدة ليس بجديد، وسبق أن طرحته منظمة التحرير الفلسطينية قبل (عرفات)- أيام (الشقيرى)- وينص على إعلان دولة فلسطينية عربية، يعيش فيها العرب واليهود والمسيحيون، ويكون الجميع فيها له الحقوق نفسها وعليه الواجبات نفسها، وهو ما رفضته إسرائيل، وطالبت بحل الدولتين، وبالتالى تصبح هناك دولة يهودية، ومَن هو غير يهودى يكون مكانه خارجها، لأن ذلك يحافظ على الهوية اليهودية من وجهة نظرها». وعن مؤتمر العقبة، الذى سربت الصحافة الإسرائيلية خبر انعقاده بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك الأردن، عبدالله بن الحسين، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، قال «بيومى»: «المؤتمر كان مبادرة أمريكية، برعاية الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وحضور وزير خارجيته، جون كيرى، لحل المشكلة الفلسطينية حتى يُنسب لأوباما أى إنجاز فى هذا الصدد قبل انقضاء فترة حكمه، والإعلان عن المؤتمر لم يكن سيفيد القضية فى شىء، بل كان سيؤدى إلى مزيد من الإحباط، خاصة أنه لم يتم التوصل لأى حل، وأنا لا ألوم الملك عبدالله أو الرئيس السيسى على ذلك». من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق: «لا بديل عن حل الدولتين، لسببين رئيسيين، أولهما: أن فكرة حل الدولة الواحدة غير قائمة، وفى حال قبولنا بها نبدو كأننا نسلم الطرف الضعيف للطرف القوى، وبالتالى نحقق استكمال سيطرة إسرائيل على الجزء الممتد من البحر للنهر، كما كانت تطالب منذ عام 1967». وأضاف: «السبب الثانى لحل الدولتين هو ضمان عدم ابتلاع إسرائيل جميع الأراضى الفلسطينية، وبالتالى فلن تصبح هناك مشكلة مستوطنات ولا مشكلة القدس ولا أى مشاكل أخرى». وطالب «رخا» المسؤولين المصريين بتوضيح موقفهم من التسريب، الذى نشرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، قائلا: «لابد من التوضيح أنه كان مجرد استطلاع لموقف إسرائيل أو حلحلته من الجمود الذى تشهده عملية السلام حاليا، وكذلك الرد على ما ردده وزير الدولة الإسرائيلى، أيوب قرا، من إنشاء دولة إسرائيل على جميع الأراضى الفلسطينية، باستثناء قطاع غزة، وأن مصر سوف تمنح غزة 600 كيلومتر لإقامة دولة عليها». وطرح مجموعة من الإجراءات التى يجب اتخاذها بشكل سريع لإعادة إحياء حل الدولتين، الذى تحاول إسرائيل دفنه على حد قوله، قائلا: «هناك عدد من الإجراءات، بعضها فلسطينى والآخر على المستوى العربى، فبالنسبة للفلسطينيين يجب العمل على توحيدهم وإنهاء الانقسام الداخلى سواء بين الفصائل وبعضها البعض أو داخل حركة فتح نفسها، وكذلك يجب تحسين علاقاتنا مع (حماس)، التى تمثل البعد القومى لنا». وعن الموقف العربى، قال «رخا»: «أطالب الدول العربية بعقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة هذا الأمر أو إدراجه على جدول أعمال القمة العربية القادمة فى عمان، واستثمار رد الفعل الأوروبى القوى على تصريحات ترامب، فى مؤتمره الصحفى مع نتنياهو، والتى قال فيها ترامب إنه على الفلسطينيين والإسرائيليين حل فكرة الدولتين بأنفسهم».
