أكد الدكتور خالد بن خليفة، المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي بدولة البحرين، أن التصدي لظاهرة الإرهاب ومواجهته يحتم على العالم إدراك ثلاث حقائق اعتبرها مبهمة ومغيبة على الكثيرين. وقال «بن خليفة»، في كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث لمكافحة التطرف بمكتبة الإسكندرية، مساء الثلاثاء، إن أول هذه الحقائق أن الإسلام ليس هو المستهدف مما يحدث في المنطقة العربية بل هو أداة ووسيلة يستغلها الأعداء، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقي هو الأرض العربية بما عليها من خيرات وهو ما أثبته التاريخ. وأضاف أن الحقيقة الثانية التي يجب إدراكها هي عدم وجود تعريف دولي للتطرف يقوم على أساس معايير محددة بعيدا عن التصنيفات الفردية المنحازة من الدول في بعض الأحيان فالمنظمات الدولية مارست المحاباة والعمل بازدواجية في المعايير. وتابع :«أفضل على سبيل المثال عدم تصنيف مليشيات الحشد الشعبي الإيراني ضمن المنظمات الارهابية بالرغم مما تركته هذه الجماعات من مجازر وعمليات وتطهير وتهجير المدنيين في العراق». وأضاف ان الحقيقة الثالثة أنه رغم الانجازات الحضارية التي حققتها الدول العربية والتي خدمت الانسانية إلا أن الإرث التاريخي خلف شوائب تم إستغلالها في تأجيج الطائفية. ورأي «بن خليفة» أن التدخلات الخارجية في المنطقة العربية كانت ضمن أسباب توسع الإرهاب وانتشاره. وأوضح مدير مركز عيسى البحريني، أن إيران على سبيل المثال حاولت تصدير أن الوهابية هو مذهب جديد وتم ربطه بفكر تنظيم داعش والقاعدة، لافتا إلى أنه غير صحيح فالوهابية مجرد حركة اصلاحية كانت محصورة في شبه الجزيرة العربية لكن الثورة الايرانية سعت لوصفها بالمذهب الجديد لبث التفرقة واشعال فتيل الطائفية في المنطقة العربية. وأشار «بن خليفة»، إلى أن الغرب تناسى الدور الايراني الراعي للارهاب والحاضن له، لافتا إلى أن الطريق الوحيد لمواجهة التطرف هو التعرف على هذه الحقائق والتوحد في مواجهة الفكر المتطرف الذي مزق الكيان العربي.
