تستضيف العاصمة البحرينية المنامة، في مايو المقبل، فعاليات المؤتمر الدولي «إشكاليات الشباب والثقافة في مواجهة التطرف»، الذي ينظمه مركز عيسى الثقافي، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. وقال الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، إن المؤتمر ينطلق من أن الثقافة العربية تشكلت من عدد من المقومات مثلت خلال عدة قرون حجر الزاوية لوحدة أفراد الأمة المتفرقين على مساحة جغرافية شاسعة، مضيفا أن وحدة اللغة والدين والتراث الحضاري القابل للتراكم والبناء، من أهم العوامل التي طالما كانت سببا لكسر كثير من الحواجز الزمانية والمكانية، وخلق شعور بوحدة الهدف والقضية في مواجهة المتغيرات والصعوبات. وتابع آل خليفة: «رغم تعدد أزمات الأمة على مر العصور، إلا أن أزماتنا الحالية ترجع في أغلبها إلى النقاط نفسها التي كانت مصدر قوة عبر التاريخ؛ فمقومات الثقافة العربية باتت تمثل تهديدا لمستقبل المواطن العربي والعالم كله». من جانبه ذكر الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، أن هذه الاتهامات حول عدم قدرة الثقافة العربية على مجاراة التطورات العالمية ولدت حالة من الصراع العنيف بين ما يذهب إليه العالم في رؤيته، وما يجب أن يؤول إليه المستقبل، وحالة الانغلاق الفكري والعاداتي التي تسجن فيها المنطقة العربية مواطنيها، متعللة بأفضلية التاريخ وسيادة الماضي؛ حتى أظهرت الثقافة العربية منذ لحظاتها الأولى معاداتها الكاملة للعولمة والانفتاح المعلوماتي الذي اجتاح العالم في نهاية القرن الماضي، وأبدت كثيرا من التخوف من انسحاق الكيان الثقافي العربي أمام الثقافة الغربية المدعومة من رأس المال، أو ذوبانه فيها.
