أعلن عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر تمسكهم بقرار الهيئة رفض «خطبة الجمعة المكتوبة»، الذى أصدره الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ويلزم أئمة وخطباء المساجد بقراءة خطبة الجمعة على المصلين من ورقة مكتوبة، فى مدة من 10 إلى 15 دقيقة. وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء، إن «خطبة الجمعة المكتوبة» ستؤدى إلى إضعاف القدرة والملكات العلمية عند الأئمة وخطباء المساجد، لأنهم مجبرون من وزارة الأوقاف، ويعتمدون عليها دون الرجوع إلى الكتب الشرعية والمصادر العلمية للموضوع الذى يريد الخطيب أن يعرضه على المصلين. وأضاف عثمان، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: «دور خطيب المسجد فى خطبة الجمعة يكمن فى معالجة السلبيات التى يراها فى محيطه، ويعيش فيه من حوله، وتحتاج إلى بيان الأحكام الشرعية فيها، والمبنية على الأدلة العلمية، لأن القصد منها والحكمة من شرعيتها أن تكون درسا علميا أسبوعيا لتعريف الناس بأحكام الشرع، ولا يتحقق ذلك إلا إذا مارس إمام المسجد بنفسه البحث الفكرى فيما يدور حوله، ليبين ما يراه الشرع فيه، لكن إذا جاءته خطبة الجمعة المكتوبة أسبوعيا من الوزارة، فما الدافع العلمى الذى يدفعه إلى تثقيف نفسه بحثا عن أحكام الشرع فيما يراه من سلبيات فى الواقع الذى يعيشه؟». وتابع: «إذا استمر العمل بهذه الورقة العجيبة، فلا مكان لكليات (أصول الدين، والدعوة الإسلامية، والشريعة والقانون، والدراسات الإسلامية والعربية) التى تخرج من يصلح للقيام بهذه المهمة الخطيرة، لأن الخطبة محاولة لإصلاح المجتمع بالكلمة الطيبة والحكمة والموعظة الحسنة، على أساس من العلم الدينى البعيد عن التطرف والمغالاة، ويمكن لتلميذ فى الصف الأول الإعدادى أن يقرأ هذه الخطبة على المصلين دون الاحتياج لخريجى الأزهر». وقال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، إن هيئة كبار العلماء أصدرت بيانًا لرفض الخطبة المكتوبة وعلى الجميع الالتزام به، مؤكدا أن الأزهر بحكم الدستور هو المسؤول عن الدعوة، ويجب على وزارة الأوقاف الالتزام بقرار هيئة كبار العلماء، باعتبارهم موجهين للأمة. وأعرب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن رفضه الشديد الخطبة المكتوبة، قائلًا: «أُمرنا بالاتباع وليس الابتداع، والخطبة منذ أيام النبى كانت ارتجالا، والآن تريد الأوقاف من بلد الأزهر الشريف الذى فيه علم فن الدعوة، ومهارات الخطابة، أن يقرأ علماؤها الخطبة من ورقة، بدلًا من استثمار وتنمية المهارات والخبرات وعقد الدورات الجادة، للارتقاء بمستوى الخطباء، فهى تُريد وأد الكفاءات وضرب الدعوة الإسلامية فى مقتل، ولماذا التغول على الأزهر من قبل وزارة الأوقاف، فى شأن إسلامى، كان يفترض أن يصدر فيه قرار من هيئة كبار العلماء؟». وأضاف كريمة: «قرار الأوقاف بالخطبة المكتوبة ارتجالى، عشوائى، ضبابى، بدعوى تجديد الخطاب الدينى، وهو تجميد للخطاب الدينى وليس تجديدا أبدا، والدعاة والخطباء والأئمة سيتحولون لقارئى نشرة، ويصبح من الممكن أن يؤدى عمال المسجد خطبة الجمعة، بقراءة الخطبة المكتوبة». وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، رفضه الشديد لقرار قراءة الأئمة لخطبة الجمعة من ورقة، معتبرًا أنه سيحدث حالة من التضييق وقتل الإبداع فى عقول وصدور الأئمة. وعاظ الأزهر والمساجد 5000 عدد الوعاظ التابعين لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف والذين تستعين بهم وزارة الأوقاف فى خطبة الجمعة. 120 ألف مسجد.. عدد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف فى جميع المحافظات. 4300 مسجد مسجل بمحافظة القاهرة وحدها. 450 ألف طالب وطالبة يدرسون بجامعة الأزهر بالقاهرةوالمحافظات والذين يتخرج منهم أئمة وخطباء المساجد سنويا. 72 عدد الكليات الشرعية والعلمية التابعة لجامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم.
