قالت مصادر مطلعة إن هناك أزمة بين علماء الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بسبب قرار الأخير بإلزام الأئمة والخطباء قراءة خطبة الجمعة مكتوبة من ورقة، دون الرجوع للأزهر، ولا أخذ رأي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. وأضافت المصادر في تصريحات ل«المصري اليوم»، الإثنين، أن عدد كبير من أساتذة وعمداء الكليات الأزهرية أرسلوا اعتراضات واسعة على مكتب شيخ الأزهر، أعلنوا فيها رفضهم الواضح للخطبة المكتوبة معتبرين إياها تدمر العلاقة بين الإمام والناس، كما ستتسبب في عزوف المصلين عن خطبة الجمعة ونفورهم منها، باعتبارها تحولت إلى قالب جامد لاروح فيه. وأشارت إلى أن عددًا من وعاظ الأزهر اشتكى إلى المشيخة من الخطبة المكتوبة، معتبرين أنها تؤدي إلى «تجهيل الإمام ودفعه للكسل، فبعد أن كان يقوم أسبوعيا بالتحضير من أمهات الكتب وكتب التفسير لخطبة الجمعة، سيقوم بالقراءة من ورقة معدة سلفا، كما أنها تعد انتقاصا من قدر خريج الأزهر الشريف الذي قضى أكثر من 15 عاما في دراسة العلوم الشرعية». وأكدت المصادر وجود خلافات واضحة بين مشيخة الأزهر ووزير الأوقاف، حتى أن عدد من قيادات الأوقاف اتهم الأزهر أنه هو من أخرج الأئمة السلفيين والمتشددين، وأن الأوقاف كيان مستقل وغير تابعة لمؤسسة الأزهر، وهو مارد عليه عدد من أساتذة الأزهر بأن جامعة الأزهر هي رمز الإسلام السمح والوسطية، وهي نفسها، التي أخرجت قيادات الأوقاف. كما اعترضت نقابة الدعاة على الخطبة المكتوبة، وأعلنت رفضها ذلك القرار الذي يحول الإمام إلى مجرد قارئ، وسمعنا من الناس من يقول إذن لا حاجة للأئمة ويمكن للمثقفين قراءة الورقة التي يريدها الوزير. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ل«المصري اليوم»، إنه لا تراجع عن تطبيق قرار خطبة الجمعة المكتوبة والموحدة، وإنه يجرى حالياً تشكيل لجنة علمية متخصصة لكتابتها شهرياً، مع مراعاة واقع الناس، نافياً وجود أي أغراض سياسية أو أمنية من وراء تطبيقها. وأضاف «جمعة» أنه «لا صحة لمن يقول إن الخطبة المكتوبة تقتل الإبداع، لأن إمام المسجد أمامه الدروس الأسبوعية بواقع درسين أسبوعياً، يمكن له الاجتهاد فيهما كما يريد، متعهداً بأنه سيكون أول من يطبقها». وتابع: «الوزارة تريد محاربة التشدد في الفكر، أو محاولة البعض فرض رأيه الأوحد، كما أنه لا يجد عيباً في قراءة خطبة الجمعة من ورقة، والمشروع لم يطبق بعد حتى نحكم عليه». وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني، ل«المصري اليوم»، إن «الأوقاف، لم تتخذ قرار الخطبة المكتوبة بعد، وإنما هناك اجتماعات تحضيرية حولها، وهناك بعض قيادات الوزارة التزم بها فعليا». وأضاف «طايع» أن «بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم على المنبر سواء بالإطالة التي تخالف سنة النبي (صل الله عليه وسلم)، أم بالخروج عن الموضوع إلى موضوعات أو جزئيات متناثرة لا علاقة لها بالموضوع بما يربك المستمع ويشتت ذهنه، ويضيع المعنى المقصود من وراء الموضوع، أو بالدخول في أمور سياسية أو حزبية لا علاقة لها بمضمون خطبة الجمعة». وأكد أن «قراءة الخطباء خطبة الجمعة مكتوبة على المنبر أيسر وأحكم، من باب التيسير على هؤلاء، والضبط لأولئك وتحقيق الرسالة التي تهدف إليها خطبة الجمعة على أكمل وجه ممكن، ويمكن لمديريات الأوقاف أن تقدم كشفًا بأسماء الخطباء المتميزين الذين يمكن السماح لهم بأداء الخطبة الموحدة ارتجالًا بعد موافقة القطاع الديني بالوزارة».
