قالت صحيفة جيروزاليم بوست في تحليل إخباري لها اليوم إن زيارة سامح شكري وزير الخارجية المصري المفاجئة لإسرائيل ولقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي «تعبير هام» عن العلاقة الخاصة، فيما يتعلق بالتعاون الأمني على وجه الخصوص، والتي كانت تتطور بين البلدين على مدار العامين الماضيين. و تساءلت في عنوانها «ما الذي يستعد نتينياهو لمنحه كي يصبح جزءًا من الكتلة السنية ؟، قائلة: «الدولتان تجمعهما مصالح مشتركة تتمثلان في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية داعش والذي يضر بمصر اقتصاديا وبدخلها من السياحة». ولفتت إلى أن هناك مصالح أخرى تتمثل في عزل حماس والرغبة في حصار النفوذ الإيراني، وأشارت إلى أن النجاحات الدبلوماسية والأمنية التي حققتها حكومة نتينياهو مؤخرًا مع تركيا ورحلته إلى أفريقيا خدمت كعامل مساعد في زيارة شكري. وقالت إن اتفاق المصالحة مع تركيا، التي لم ترق لمصر إلى جانب قمة نتنياهو مع 7 زعماء لدول شرق أفريقيا، ممن تصادم بعضهم خاصة أثيوبيا مع مصر بسبب توزيع مياه النهر، كلها من العوامل، التي عملت على تقوية موقف إسرائيل كقوة إقليمية. وأضافت: «يمكن أن يفهم أن السعودية لم ترحب بزيارة شكري، التي تعد راعي مصر الذي يمد القاهرة بمليارات الدولارات، فبدون هذه المعونة، لسقط الاقتصاد المصري إلى مستويات أكثر عمقًا». وتساءلت :«ماذا يقدم نتنياهو للعالم السني»، قائلة: «بعد عامين من الاتصالات السرية، تجلب الزيارة إلى السطح العلاقات الإسرائيلية – المصرية والتي كانت تدار تحت الرادار، وبما أنه ليس هناك غذاء بالمجان فإنه من المفهوم أن مصر تتوقع أن تقوم إسرائيل بتعويضها من خلال اتفاق ضمني للتقدم في الخطوات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، وهو ما أكد عليه شكري في تعليقاته التي أعقبت لقاءه مع نتنياهو». وأكدت أن الزيارة، في هذا الصدد، هي استئناف لخطاب مايو الذي أدلى به الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي أثار فيه فكرة صارت تعرف ب«المبادرة المصرية لعقد مؤتمر إقليمي للسلام». وقالت :«درجة استعداد نتنياهو لتلبية الدعوة المصرية، هو مسألة أخرى، فهو يعرف جيدا أن القضية الفلسطينية ليست على رأس أولويات الأجندة الدبلوماسية والأمنية في مصر»، مؤكدة أنه يدرك أيضا حساسية مصر في كل شيء يتعلق بالوضع في العالم العربي. وأضافت: «إذا كان رئيس الوزراء مهتما بوضع إسرائيل فيما يصفه ب» الكتلة السنية «التي تتألف من السعودية والأمارات والكويت والأردن والمغرب، والتي ستضع جدارا حديديا أمام الكتلة الشيعية، التي تحاول إيران بناءها في سوريا والعراق ولبنان، فيجب أن يكون مستعدا لإعطاء شيء في المقابل .»