الإعلام الإسرائيلي: الخطوة تأتي بعد دفء العلاقات بين تل أبيب وإفريقيا ووزير الخارجية يناقش "مشاكل مائية" ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية بإسرائيل على زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى تل أبيب اليوم. ويلتقي شكري برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم خلال زيارة نادرة لإسرائيل تهدف إلى إحياء عملية السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتأتي زيارة شكري لإسرائيل - وهي الأولى التي يقوم بها وزير خارجية مصري منذ تسع سنوات - بعد زيارة مماثلة لرام الله التقى فيها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 29 يونيو. وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إن زيارة وزير الخارجية المصري لتل أبيب تأتي للتمهيد لأخرى سيقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية للقاهرة للالتقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي". وقال أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن زيارة شكري إلى إسرائيل تأتى في "توقيت هام، بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية"، بحسب البيان. وأضاف المتحدث، أن الوزير سوف يجرى محادثات مطولة خلال الزيارة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من شأنها تناول العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، مع التركيز على القضية الفلسطينية. من جانبه، وصف نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، التي عقدت صباح اليوم زيارة شكري، ب"الهامة". وقال مخاطبًا وزراء حكومته: "يسرني أن أحيطكم علمًا، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، سيصل إسرائيل اليوم، وسألتقي معه بعد الظهر، ومرة أخرى هذا المساء". وأشار نتنياهو إلى أن آخر زيارة لوزير خارجية مصري (الوزير أحمد أبو الغيط آنذاك) إلى إسرائيل كانت في عام 2007. وأضاف "هذه الزيارة مهمة لأسباب كثيرة، وهي تشكل دليلاً على التغيير الذي حدث في العلاقات الإسرائيلية المصرية، بما في ذلك دعوة الرئيس السيسي المهمة إلى دفع عملية السلام، مع الفلسطينيين ومع الدول العربية على حد سواء". وعنونت القناة الثانية العبرية تقريرًا لها ب"لأول مرة منذ سنوات ..وزير خارجية مصري في إسرائيل"؛ لافتة إلى أن أخر زيارة قام بها مسؤول على هذه الدرجة الرفيعة كان في عام 2007. ولفتت القناة إلى أن الزيارة "تتضمن مناقشات بين شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عدد من القضايا والموضوعات من بينها العلاقات الأمنية بين القاهرة وتل أبيب، والحرب ضد داعش في شبه جزيرة سيناء، وحول حركة حماس الفلسطينية واتفاق المصالحة الذي أبرمته إسرائيل مع تركيا مؤخرًا، وهي الزيارة التي تأتي بعد أسبوع من أخرى قام وزير الخارجية المصري لرام الله ملتقيا بمسؤولي السلطة الفلسطينية، وفي الخلفية يدور الحديث عن محاولة مصر الدفع بمبادرة سلام إقليمية". وبعنوان "الإسرائيليون أخفوا النبأ والمصريون كشفوه" قال موقع "عنيان مركازي" الإخباري العبري إن "خبر زيارة شكري لتل أبيب تم إخفاؤه عن وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى يومنا هذا، وهذا الصباح تم إعلان الأمر من قبل المصريين والفلسطينيين وأعقب هذا نشره في الإعلام الإسرائيلي". وأضاف أن "الزيارة تأتي وسط توطد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب في عدد من المجالات المتنوعة؛ خاصة فيما يتعلق بالحرب التي تديرها مصر ضد الجهاديين، سواء القاعدة أو عصابات داعش العاملة في شمال سيناء". ولفت إلى أن "زيارة شكري جاءت بعد يومين من تعليمات نتنياهو بإرسال حطام الطائرة المصرية المنكوبة التي اكتشفت في سواحل إسرائيل لمصر، وبعد وقت قصير من المصالحة بين أنقرة وتل أبيب، في وقت تعد فيه مصر تركيا عدوًا لدودًا بسبب موقف الأخيرة من جماعة الإخوان المسلمين". ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الزيارة بأنها "استثنائية وغير عادية"؛ لافتة إلى أنها "خطوة من القاهرة لتدفئة العلاقات مع تل أبيب"، مضيفة أن "الموضوع الرئيس الذي سيطرح في اللقاء بين شكري ونتنياهو هو الجهود لإحياء مسيرة السلام، ومناقشة الاتفاق الأخير بين إسرائيل وتركيا من أجل المصالحة فيما بينهم". من جانبها، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية زيارة شكري ب"التاريخية"؛ لافتة إلى أنها "الأولى من نوعها التي تقوم بها شخصية مصرية رسمية بارزة لتل أبيب، وذلك منذ الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط لتل أبيب عام 2007". بدورها، قالت "معاريف" إن "الزيارة والتي من المتوقع إجراؤها في القدس، ستتضمن دعوة شكري وحثه لنتنياهو من أجل قبول مبادرة السلام الفرنسية للسلام، والتي ترفضها تل أبيب لأنها لا تتضمن مباحثات مباشرة مع الفلسطينيين". وقال موقع "نيوز وان" الإخباري العبرية إن زيارة شكري تأتي بعد تدفئة العلاقات بين إسرائيل والدول الإفريقية، وذلك خلال جولة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ب4 من دول القارة السمراء مؤخرا، وهي أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا. وأضاف أنه "بعد دفء العلاقات بين إسرائيل وإفريقيا يصل شكري للقدس بشكل استثنائي ومن المتوقع أن يطرح خلال لقائه بنتنياهو موضوعات الحرب في سيناء والمشاكل المائية والمصالحة مع تركيا".