حين كان الملك فاروق (ملك مصر) طفلا بالغ أبوه الملك فؤاد في الحرص في أسلوب تربيته وجعله محاصرا بدائرة ضيقة من المتعاملين معه تضم أمه وأخواته الأميرات والمربية الإنجليزية الصارمة مس تايلور، لدرجة أنها كانت تعترض على تعليمات والدته الملكة نازلي ولم يكن لفاروق في تلك المرحلة أي صداقات مما انعكس بالسلب على اختياراته للمقربين فيما بعد. ولد فاروق في 11 فبراير 1920 وعندما بلغ الرابعة عشرة سافر إلى بريطانيا في بعثة تعليمية ورافقه أحمد باشا حسنين رائدا له والذى سيكون له دور كبير في حياته بعد ذلك، وعزيز المصرى كبيرا للمعلمين وقد كان وجود أحمد باشا حسنين كمرافق للأمير في رحلته عاملا مساعدا للأمير على الانطلاق أو الانفلات مفسدا كل محاولات عزيز المصرى في خلق رجل منضبط ومؤهل للعرش،ولما اشتد المرض على الملك فؤاد أراد أن يرى ابنه لكنه توفى في 28 إبريل سنة 1936 فيما عاد فاروق لمصر في 6 مايو 1936 وتم تتويجه في 29 يوليو 1937 واستمر حكمه 16سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذى كان عمره ستة أشهر. وكان في وداع فاروق اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه إلى أن توفى في منفاه «زي النهارده» في 18 مارس 1965 وكانت وصيته أن يدفن في مصر وتحديدا في مسجد الرفاعى وفى 31 مارس 1965 وصل جثمانه لمصر ووافق الرئيس السادات على طلب الأسرة وسمح بنقل رفاته إلى مسجد الرفاعي. ويقول الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة والأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة لقد كان فاروق ضحية أكثر من شئ وخاصة أنه تولي الحكم وعمره 16 سنة أو أكثر بقليل وحين تم خلعه كان له من العمر 32 سنة وكانت التربية الصارمة لفاروق وانعدام صداقات حقيقية من أقران يماثلونه ثم مسئولية أحمد حسنين باشا عنه ثم ملازمته له كرئيس للديوان الملكي فضلا عن علاقة الأم بأحمد حسنين باشا كل هذا كان له تأثير سلبي كما كانت مصر كانت تمر بظروف صعبة وأحداث جسام بعد الحرب العالمية الثانية كل هذا شكل عبئا مضافا عليه أما عن وفاته فستظل غامضة دون قطع فيها أو تأكيد وهناك أحداث كثيرة في التاريخ ظلت غامضة إلى الآن ومنها مثلا حريق القاهرة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة