قررت السلطات السعودية، الجمعة، تأجيل تنفيذ الدفعة الثانية من عقوبة الناشط السعودي، رائف بدوي، حيث كان من المقرر جلده 50 جلدة أخرى بعد صلاة الجمعة، وذلك بسبب سوء حالته الصحية. وأعلنت زوجة بدوي، أن استئناف تنفيذ حكم الجلد تم تأجيله «لأسباب صحية». وقالت أنصاف حيدر، التي تقيم مع أولادها في كندا، «تم عرض بدوي على طبيب السجن الذي قال إن صحته لا تسمح بجلده اليوم». وكانت أنصاف طالبت بالإفراج عن زوجها بعد جلده علناً الجمعة الماضية تنفيذاً لحكم صدر بعد إدانته ب«إهانة الإسلام»، وقالت في مؤتمر صحفي في مونتريال: «زوجي رائف بدوي مسجون لمجرد انه أعرب عن أفكار ليبرالية». ونشرت منظمة العفو الدولية على موقعها على «تويتر» كذلك خبر تأجيل تنفيذ عقوبة الجلد لبدوي. وأثار الحكم على بدوي بالسجن 10 سنوات وألف جلدة على مدى 20 أسبوعاً بتهمة «إهانة الإسلام» استنكاراً غربياً واسعاً، حيث ندد الاتحاد الأوروبي بتنفيذ عقوبة الجلد، مطالباً الرياض بوضع حد لمثل تلك الممارسات. ونظمت «العفو الدولية» أمام السفارة السعودية في برلين، الخميس، مظاهرة ضد حكم الجلد وطالبت بوقف تنفيذ العقوبة، وقدمت المنظمة الحقوقية للسفارة 50 ألف خطاب تضامني مع المدون السعودي. وتظاهر كذلك العشرات أمام السفارات السعودية في عدة عواصم أوروبية، منها روماولندن وأمستردام وباريس، الخميس، تنديداً بجلد بدوي، ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج عنه، كما نظم متظاهرون في واشنطن وقفة احتجاجية طالبوا فيها بمراجعة الحكم، الصادر بحق بدوي. ومن جانبها، حثت الأممالمتحدة، العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على العفو عن بدوي، وقال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، في بيان: «طلبت من العاهل السعودي ممارسة نفوذه من أجل وقف جلد بدوي والعفو عنه ومراجعة هذا النوع من العقوبات القاسية جدا». وطالبت منظمتا «هيومن رايتس ووتش» و«مراسلون بلا حدود» السلطات السعودية بإلغاء عقوبة بدوي، وانتقدتا السلطات ل«عدم تسامحها» ولإصدارها «عقوبة فظيعة». وكانت واشنطن دعت الرياض، الأسبوع الماضي، إلى إلغاء الحكم على الناشط السعودي، ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية العقوبة ب«الوحشية». من جهتها، تحدثت صحيفة «جارديان» البريطانية، عن قضية بدوي، ورأت في افتتاحيتها أن «جلد شخص بسبب أفكاره عمل بربري». وقالت الصحيفة إنه «حين يجلد السوط جسد بدوي، فإن من يُجلد لن يكون فقط رجل شجاع لم يرتكب أي جريمة في عرف أي قانون عقلاني، بل ستجلد كذلك آمال وأحلام من يراقبون الجلد من بعيد من المسلمين». وأضافت: «العقوبة تستهدفنا نحن كما تستهدف رائف بدوي». وتابعت الصحيفة أن «رائف يتم جلده لأنه مسلم، ولكنه لو كان مسيحياً أو ملحداً كان سيقتل بتهمة الردة، بحسب القانون في المملكة». وذكرت الصحيفة أن العلاقة الخاصة التي تربط المملكة السعودية ببريطانيا، دليلاً على نفاق الحكومة البريطانية، التي فرضت رقابة على برامج تلفزيونية وألغت تحقيقاً في الرشوة مرتبط بصفقة تجارية مع السعودية، من أجل عدم إثارة غضب المملكة الغنية بالنفط. وأضافت أن الدرس المستفاد من جلد رائف هو: «يمكنك التغلب على إنسان ولكن لا يمكنك التغلب على فكرة». مظاهرات تضامناً مع «بدوي» في امستردام متضامنون مع «بدوي» في برلين متضامنون مع «بدوي» في روما متضامنون مع «بدوي» في باريس متضامنون مع «بدوي» في لندن اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
