ناقشت لجنة العلوم الإدارية بالمجلس الأعلى للثقافة فى اجتماعها الأخير أشكال التدهور المؤسسى والإدارى فى مصر والممتد منذ عقود وكيفية مواجهتها، وقررت اللجنة تكثيف أعمالها فى الأشهر الست المقبلة مع التركيز على محاور الإصلاح المؤسسى، والشباب والمشاريع الصغيرة، ومكافحة الفساد، وتجديد الفكر الإدارى، والتنوير الإعلامى بقضايا الإدارة والإصلاح فى مصر. وتقرر أن تعقد ندوة بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مارس المقبل، عن الدروس المستفادة لمصر من التجارب العالمية فى الإصلاح الحكومى الراديكالى، كما ستعقد اللجنة قبل نهاية هذا الشهر مائدة حوار حول دور الفكر الإدارى فى دعم التحول التنموى والمجتمعى، بالتعاون مع مركز الخبراء العرب فى الهندسة والإدارة. ويتضمن برنامج عمل اللجنة حتى يوليو المقبل، عقد ورشة عمل لشباب الصحفيين والإعلاميين للتعريف بآليات عمل الجهاز الإدارى للدولة وكيفية قراءة الموزانة العامة، كما يشمل إصدار تقرير عن وضع مصر فى المؤشرات الدولية للفساد، والتحضير لعقد مؤتمر موسع حول إدارة مستقبل مصر، بالتعاون مع المؤسسات صحفية. وأكد الحاضرون فى الاجتماع الأخير على وجوب أن تعمل اللجنة كأداة تحفيز وتحريض للمجتمع وأجهزة الحكم المركزية و المحلية على التغيير وعلى التحول إلى ثقافة جديدة وفكر جديد فى مجالات الإدارة العامة وإدارة الأعمال فى مصر، حيث «لا مناص من الإبداع سبيلا وحيدا للخروج من أزمة مصر»، على حد قول الدكتور أحمد صقر عاشور مقرر اللجنة . وقررت اللجنة أيضا إنشاء صفحة إلكترونية خاصة بها لتكون أداة نقل للأفكار الجديدة فى عالم الإدارة إلى الإعلام والجمهور، وإصدار بطاقات إدارية دوريا تحمل كل منها عدة أسس إدارية جوهرية، أو تعاريف بالمفاهيم الأساسية فى الإدارة الناجحة وتوزيعها على أوسع نطاق. وتمت الموافقة على اقتراح بالسعى لاستغلال قصور الثقافة والجمعيات الأهلية وتجمعات الشباب فى نشر الثقافة الإدارية، والتعريف بمهارات إدارة الأعمال وقصص الشباب الناجحة والاستماع إلى خبرات الشباب ذاته فى الإدارة المبتكرة. وأعلن الدكتور أحمد صقر عاشور، مقرر اللجنة، والمدير الأسبق للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، أن اللجنة ستقوم بعمل عدة ورش عمل وندوات وجولات بالمحافظات خلال الستة أشهر المقبلة، وستسعى لقعد لقاءت ميدانية فى مواقع مختلفة والتحاور مع الأكاديمين فى كليات التجارة وإدارة الاعمال والجهات المعنية، للنهوض بمناهج وأفكار الإدارة وكيفية ربط تلك المؤسسات التعليمية بالواقع الميدانى. وأضاف «عاشور» أن اللجنة قررت أيضا بذل جهد مضاعف، لإحياء مدرسة الإدارة المصرية المنفتحة على العالم، والتى لها فى نفس الوقت بصمات خاصة باعتبارها أحد أدوات القوة الناعمة لمصر.
