قال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، إن المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أقسم له أنه لم يكن يريد عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه باعتباره رئيسًا منتخبًا، لكنه اتخذ قراره لأن مصر كانت مقبلة على منعطف خطير جدًا وانهيار اقتصادي تام ويوجد شكل حرب أهلية». وأضاف أنه «لابد من محاصرة الفكر التكفيري المهدد للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في مصر»، موضحًا أن «استمراره يعني العودة إلى ما قبل 30 يونيو العام الماضي، وأن ما يجري في الشارع من مظاهرات ليس بالحجم الذي تصوّره جماعة الإخوان المسلمين أو شريحة الإعلام التي تهدف إلى إسقاط مصر». وأوضح «برهامي»، في حواره لصحيفة «الشرق الأوسط اللندنية» في عدد، الجمعة، أن مصر كان يمكن أن تشهد حربًا أهلية، وأن مساندة الدول العربية ودعمها أوقف الانهيار الاقتصادي السريع الذي كانت مصر تشهده قبل 30 يونيو، مشددًا على أن الاستقرار سيسمح بتدفق الاستثمارات، وأن قلة الاستقرار يستحيل أن يحدث معها أي نمو اقتصادي. وأكد أن حزب النور لم يخن الرئيس السابق محمد مرسي، بل انطلق من منهج أهل السنة والجماعة الذي يرتكز على قاعدة «الإصلاح»، التي بنى عليها مبادراته للإصلاح التدريجي لمؤسسات الدولة وتحقيق أكبر قدر من التوافق مع القوى السياسية والشعبية وأجهزة الدولة. كما أوضح أنه عقب نجاح مرسي رفض حزب النور المشاركة الهامشية في الوزارة التي عرضت عليه، حيث أقدمت جماعة الإخوان على الانفراد بجميع المناصب الوزارية. وقال «برهامي» إن الدعوة و«النور» طالبا في 1 يوليو مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرًا إلى أنه «كان آخر حوار مع مرسي حدث قبل 30 يونيو، وشارك فيه المهندس جلال مرة، وقال مرسي فيه إنه توجد مبادرة مقدمة من القوات المسلحة تدعو إلى تغيير النائب العام، وكل المحاولات كانت تهدف إلى الإصلاح، مع بقاء الدكتور مرسي، فلم يكن أحد يريد أن يُعطل أول دستور مُستفتى عليه، ولا أن يسقط أول رئيس منتخب، لم يكن أحد يريد ذلك، بمن فيهم قادة المؤسسة العسكرية، فقد أقسم لي المشير السيسي على ذلك، مؤكدًا أنه لم يكن يريد ذلك، لكن البلد كان مقبلًا على منعطف خطير جدًا وانهيار اقتصادي تام، ومن دون أي معاونة من أي جهة أخرى والعالم كله يتربص ويوجد شكل حرب أهلية فعلًا». وأشار نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أن جماعة الإخوان والإعلام الهادف إلى بث الاضطراب في مصر يضخمون الأحداث، ضاربًا مثلًا بأحداث جامعة الأزهر التي شارك فيها ما بين 100 إلى 300 طالب، فتناولتها تلك الوسائل الإعلامية بالحديث عن عشرات الآلاف ومئات الآلاف على غير الحقيقة. وشدد «برهامي» على أن قواعد الحزب والدعوة السلفية رفضوا بشكل واضح الخطاب التكفيري العنيف المستخدم في فعاليات «الإخوان» المختلفة والفضائيات وغيرها، وطالبوا بضرورة تغيير هذا الخطاب، مؤكدين أن جماهير الناس التي تطلب احتياجاتها الأساسية والاقتصادية من بنزين وسولار وكهرباء ومياه وعمل، ليسوا «أعداء الإسلام»، كما كانت الجماعة تدعي. وأوضح أن «قواعد الحزب السلفية لا تقبل التحالفات مع أحزاب غير إسلامية، والأحزاب الإسلامية رافضة لفكرة التحالف، ونحن نرفض أيضًا ما لم تغير فكرها وأسلوبها المنتهج للتكفير والعنف، وصدرت عبارات حادة تخص هذه الأحزاب ومرجعياتها، فإذا لم تتغير فلن نقبل التحالف، لكن يبقى التنسيق مع القوى الأخرى». وعن تأييد المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في الانتخابات الرئاسية حال ترشحه، قال إن «هذا قرار مؤسسي سوف يُتخذ بعد إغلاق باب الترشح».