بعد 25 يناير بقليل حذرت من تقسيم الشعب المصرى، والحكاية بدأت بتسميات من أمثال فلول وثوار. حذرت منها كثيرا ورفضت حكاية القوائم السوداء التى شبهتها وقتها بالقوائم المكارثية وتستطيعون العودة إلى مقالاتى فى «المصرى اليوم»، التى أعقبت تنحى الرئيس السابق مبارك ستجدون وأقولها بكل ثقة وللأسف أننى كنت من أوائل الذين استشعروا أخطار هذا الانقسام على المجتمع. وتحققت تخوفاتى وعانينا كثيرا قبل أن تأتى ثورة 30/6 لترمم أشلاء الشعب الذى تفرق وتقسم بعد يناير.. تحدثت أنا وغيرى وقتها عن ديكتاتورية الثوار ومحاولتهم فرض رأيهم على الجموع من منطلق أنهم عاشوا فى الميدان 18 يوما تسببت فى تغيير نظام. وبدا الكلام عن قانون العزل وطالبنا بعدم الإقصاء والتعامل مع الجميع أيا ما كانت انتماءاتهم دون تعميم وأن يكون الفيصل فى الحكم على الأشخاص هو القانون أولا ثم الشعب فى الصناديق ثانيا. المشكلة الخطيرة الواقعة اليوم آثارها متصل بى اسمه «على» تتلخص فى أن هناك كثيرين ممن يحسبون أنفسهم على 30/6 ويشعرون بالغضب الشديد لسببين أولهما أن الدستور قد اعتبر 25 يناير ثورة، متغاضيا عن الفوضى التى صاحبتها من حرق للأقسام واقتحام للسجون وتهريب لعناصر من حماس وحزب الله والإخوان وعلى رأسهم الدكتور مرسى إلا أنهم وافقوا عليه من أجل الاستقرار وتكملة خارطة الطريق وتوجيه ضربة قاضية لشرعية الإخوان ومرسى. وثانى هذه الأسباب يعود لاهتمام الإعلام بإعادة إبراز من اعتبروهم وجوه 25 يناير كمحاولة للضغط على الدولة والقائمين عليها. ووصل ب«على» الأمر أن قال: «إن كنتم تتجاهلوننا وتبرزون وجوه يناير إذن فلتأتوا بالإخوان وبالدكتور البرادعى إلى الحكم فهم أصحاب 25 يناير».. مكالمته أشعرتنى بغضب كامن عند كثيرين بسبب تمييز دوما وجوه 25 يناير..الأسماء يجب ألا ترتبط فى المرحلة الحالية بحدث بل بمدى وطنيتها وحبها للبلد. وها أنا اليوم أحذر مرة أخرى من تقسيم جديد، الأغلبية فيه محسومة ل30/6، هؤلاء يجب أن يسمع صوتهم ويعمل حسابهم فغضبهم أشبه ببحر هديره فى العواصف يتحول إلى تسونامى.. فاحذروه.