أخشي أن تصبح الأمة المصرية شعبا من الفلول فقد اعتبر الإخوان بعد فوزهم في الرئاسة بنحو13 مليون صوت ان من منحوا أصواتهم لشفيق بأكثر من12 مليونا من المصريين من الفلول وبعد30 يونيو اعتبرت الكتلة المصرية التي عزلت مرسي ونظامه ان الإخوان واتباعهم فلولا وبعد25يناير اعتبر ثوار الميدان ان من لم يشارك معهم من الفلول وقبل هؤلاء وأولئك اعتبرت ثورة يوليو ان كل الأحزاب والمسئولين وحتي المبدعين هم سدنة النظام الملكي ومن الفلول ولولا تدخل جمال عبد الناصر لوأدوا أم كلثوم ناصحا أعضاء مجلس قيادة الثورة ان الهرم أيضا من النظام القديم فإذا أرادوا عزل أم كلثوم عليهم هدم الأهرامات وعلي سنة الأجداد الفراعنة في إزالة ماقبلهم سارت معظم الاسرات الفرعونية من مينا حتي العصر الحديث اعتبار الماضي ورما لابد من استئصاله لأننا امة تعشق الأصفار ولايزعجها أبدا ان تلغي كل ماسبق ولتبدأ من الصفر ورغم ذلك فقد كانت كل الأنظمة تعزل كبار المسئولين في الأنظمة السابقة إلا الإخوان الذين قسموا مصر فسطاطين إخوان وفلول ثم إخوان وكفار واصبح الفلول هم الشرطة والجيش والقضاة والإعلام والأزهر والكنيسة والأحزاب المدنية وكان مصطلح الفلول هو الشماعة الجاهزة طوال الوقت لتبرير فشلهم في الإدارة والحكم وأظن ان هذا هو وقت المصارحة والاعتراف ان الإخوان نجحوا بامتياز في استخدام هذا المصطلح لإرهاب المعارضين لهم وأيدهم في ذلك صبيان السفارات وميليشياتهم الإليكترونية ودلاديل بعض الأحزاب والجهات التي أنشأتها الجماعة لتضمن الحكم والمعارضة معا وبعدما اصبح المصطلح مكارثي يطارد الناس في عقيدتهم وسلوكهم السياسي والفكري بدأت الجماعة وأنصارها تتهم ان من سيخرج في30 يونيو إما فلولا أو بلطجية أو من الموساد كما قال القرضاوي والعريان والبلتاجي بل ان حركة6 أبريل أعلنت أنها لن تتعاون مع الفلول لإسقاط الإخوان وهدد الدكتور مراد علي الذي كان متحدثا باسم حزبهم ان كل من سيشارك فيما اسماه بالانقلاب سيحاكم وللتاريخ كانت هناك فئات لم تنخدع ولم تستجب لهذا الإرهاب المعنوي وأسسوا جماعات مثل إحنا الفلول_ فلول وافتخر_لمواجهة جماعات امسك فلول وقوائم الفلول والغريب ان كثيرا من نجوم الميدان والفضائيات من الذين امتطوا يناير ويدعون الثورية كانوا خدما لأجهزة أمنية كما اتضح أخيرا بل ان كل أحزاب المعارضة والإخوان انفسهم كانوا يعقدون الصفقات مع امن الدولة والحزب الوطني وهكذا والغريب ان أحدا من المفكرين والنخبة لم تتوقف أمام تلك المكارثية ومقاومتها بل ان بعض من ينتسبون لليبرالية كانوا أدوات رخيصة للإخوان لصياغة وتقديم قوانين العزل مقابل النزول علي قوائمهم في الانتخابات ولعل هؤلاء هم السبب في ان تكون كل ثورات مصر ناقصة وخلاصة الأمر ان شكوي غالبية المصريين الذين خرجوا لعزل مرسي وجماعته كانت بسبب التعالي والاستكبار والإقصاء والاخونة وسوء التقدير لمنطق الاشياء وحتي لانعيد تكرار أخطائنا فالحذر واجب الآن والأحداث ساخنة واعرف ان هذا كلام لن يرضي الغالبية المنفعلة من الإرهاب الأسود الذي نعيشه من شهرين ولكن تظل القاعدة القرأنية العظيمة( ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي) ومن لم تلوث أياديه بدماء أو فساد فلا حرج من استتابته سياسيا والعودة لحظيرة الجماعة الوطنية بشرط حل جميع الأحزاب ذات المرجعية الدينية حتي لانعيد إنتاج ذات التجربة الإخوانية المريرة في الإقصاء العشوائي ولابد من التعقل في تلك اللحظات المجنونه ولاتعمي عيوننا عن رؤية المستقبل ولا يجب ان ننسي ان الاخوان نجحوا للاسف في توحيد معظم فصائل الاسلام السياسي تحت رايتهم وهؤلاء شريحة مصرية كبيرة سواء قبلها البعض او رفضها والمهم الآن منح الجميع حق المشاركة في اطار دولة القانون بحيث تكون الحلول الامنية هي الخطوة الاخيرة وليست الاولي ذلك حتي لاتكون انهار الدماء التي سالت لبناء الدوله المدنية العصرية أرخص من مياه الصرف ونظل في الحالة الصفرية وأمه من الفلول يكون العزل والإقصاء هما أفضل ما تنتج. ببساطة كنا نقرأ ونسمع شعار المصير العربي المشترك نظريا حتي شاهدنا السعودية تطبقه عمليا الآن. بناء دولة القانون علي نظافة يتطلب حل جميع الأحزاب لامؤاخذة السياسية. الكلام الآن ليس حاكما مدنيا أو عسكري ولكن البحث عن حاكم وطني مصري. مصر ليست في حاجة الي رئيس لأنها في حاجة أكثر الي دكتور نفسي. المنطقي أن يتم فض اعتصام ميدان التحرير الآن إذا اردنا دولة القانون التي لا أحد فوقه ولا أحد تحته. لا يختلف أنصار البوب عن أنصار مرسي كلهم يقدسون فردا. مشكلة الإدارة المصرية الأزلية البطء في اتخاذ القرار كما حدث في تأخر مؤتمر مصطفي حجازي. مشكلة الإعلام المصري ليس في قنواته ولكن في الترخيص لأي عابر سبيل بافتتاح فضائية دون أي ضوابط. معضلة المسلمين ليست مع السماء ولكن مع الأرض وليست مع القرآن ولكن مع من يفسرونه. مصيبة ثوار ينايرأنهم تحولوا لمركز شباب وأحاديث فضائية وسفريات ووفود للقاء الأمريكان والأوربيين والعمل في مؤسسات النشطاء. أن يعرف لغة أجنبية وملابسه شيك تلك مواصفات العريس وليس رجل الدولة حتي لاينخدع المصريون لعاشر مرة في أقل من3 سنين. أكثر المتضررين من قطع المساعدات الأوروبية دكاكين حقوق الإنسان وكثير من المنظمات المشبوهة. اتضح ان شركات العلاقات العامة الغربية أقوي من الأحزاب والبرلمانات ووزارات الخارجية. لمزيد من مقالات سيد علي