فيه ناس مش عارفة تصرف فلوسها إزاى.. وناس بتنبش فى التراب»، هكذا عبر الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، عن غياب العدالة الاجتماعية، وارتفاع أعداد الفقراء على مستوى العالم، منتقداً أداء حكومات الدول الموقعة على وثيقة الأهداف الإنمائية للألفية وعددها 200 دولة، بعدما وصل عدد الجوعى فى العالم لمليار جائع، بعد مرور 10 سنوات من توقيع الوثيقة. وقال سراج الدين، خلال حديثه عن «الحرب ضد الجوع» فى صالون الأوبرا أمس الأول، والذى يديره الزميل أسامة هيكل، إن الفقر له علاقة بشعور الإنسان بأنه «مطحون» وليست له كرامة، مشيراً إلى أن 96% من المجتمعات فى العالم تعانى من عدم المساواة، كاشفاً عن أن أمريكا من أكثر المجتمعات التى زاد فيها غياب العدالة الاجتماعية، وأضاف: «من أجل ذلك يجب أن تكون للحكومات سياسات اجتماعية وليس فقط اقتصادية، فى ظل الفجوة الهائلة بين الفقراء والأغنياء خاصة فى المدن«. وأوضح سراج الدين الاختلاف بين مفهومى «فقراء الحضر» و«فقراء الريف»، قائلاً إن الأول ينطبق على من يعيشون فى المدن ولا يتقاضون حداً أدنى للأجور يضمن لهم حياة كريمة، وعلامة هذه المجتمعات هى عدم وجود صرف صحى بالمناطق التى يسكنونها، أما فقراء الريف فهم ممن لا يمتلكون أراضى زراعية. ونوه مدير مكتبة الإسكندرية إلى أهمية خفض أسعار المواد الغذائية فى العالم للحد من ظاهرة الجوع والفقر، و«تمكين» الفقراء، من خلال تعليمهم المهارات التى تسمح لهم بإيجاد فرص عمل، وتطوير مجتمعاتهم بأنفسهم، وربط بين حالتهم ومشاركتهم السياسية قائلاً: «عندما نعالج المشاكل الأساسية للفقراء سيشاركون سياسياً ويعبرون عن آرائهم، بعدما يشعرون أنهم مواطنون فى هذا البلد ولهم كرامة على أرضه»، لافتاً إلى أن فقراء الريف من المزارعين الصغار يشكلون 92% من 1.2 مليار فقير فى العالم. وأضاف: «حل المشكلة يجب أن يكون من خلال الأفعال والابتعاد عن الخطب الرنانة»، مستطرداً: «هنعمل إيه أكتر من إننا نعرض أبحاثنا أمام 200 رئيس دولة ونجعلهم يوقعون على وثيقة الأهداف الإنمائية للألفية، والنتيجة كانت زيادة عدد الجوعى وليس انخفاضه كما نصت الاتفاقية