تعيش قرية «المندرة» فى أسيوط حالة من الفزع عقب العثور على جثتى طفلين اختفيا من 40 يومًا، ولم تكشف الشرطة حتى الآن غموض مقتلهما، وقال والد أحدهما إن جثة ابنه كانت داخل حقيبة غريبة فى المشرحة متحللة تمامًا، ولا يدرى إن كان تعرض لسرقة أعضاء بشرية منه أم لا. والبداية كما يرويها سامح محمد جاد «33 سنة - فلاح»، والد الضحية الأول «كريم»، أن ابنه البالغ من العمر 6 سنوات اختفى منذ الجمعة 25 من ديسمبر الماضى، وحرر محضرا برقم 7156 إدارى ديروط بتغيبه، وراح يتردد بين اليوم والآخر، لكن كان يتم إهماله وعدم الاهتمام، إلا بعد اختفاء طفل آخر يدعى كريم جمال عيد، وانتشار مخاوف بين سكان القرية وترديد شائعات عن سرقة الأطفال. وأضاف فجر أمس الأول جاءت إلينا الشرطة وأخذتنى أنا وزوجتى وجمال وزوجته إلى النيابة ثم توجهت إلى مستشفى ديروط المركزى، حيث أبعدوا النساء وأخذونى مع جمال لداخل المشرحة وعرضوا علينا الجثتين، فلم أتعرف على جثة ابنى إلا من خلال ملابسه، لأن الجثة تحللت تمامًا فعندما رأيتها كانت عبارة عن ساقين عظميتين فقط، لا يوجد جمجمة أو أى شىء آخر من معالمها فقلت إنه ليس ابنى وعندما عاودت النظر إليه عرفت ملابسه التى كانت فوق الساقين وهى «ترنج أبيض فى أسود». وذكر أن جثة ابنيه كانت فى شنطة غريبة وبجواره الجوال الذى كان مدفونًا بداخله وهو من الأجولة المخصصة للسماد الزراعى، وكنت على أمل أن يعود ابنى لكن فقدت الأمل بعد تغيب كريم جمال، المجنى عليه الثانى. وأضاف أن زوجته جيهان التهامى فى غيبوبة منذ أن عرفت ما حدث لابنها، وكلنا فى المنطقة أبناء عمومة، ليس لنا عداوة مع أحد وطالب جميع المسؤولين بالتدخل لمعرفة أسباب الوفاة وإن كان ابنه تم أخذ أعضائه ومعاقبة الجانى والذى تسبب فى عدم العثور عليه. وقال جمال عيد، «49 سنة - فلاح»، والد المجنى عليه الثانى، إن ابنه «كريم» عمره 6 سنوات خرج يوم الأربعاء الماضى 28/1/2009، ليلعب مع ابن خالته «على» ولم يعد إلى البيت واكتشفنا تغيبه وقت المغرب فبحثنا عنه فى كل مكان، وحررنا محضرًا بتغيبه برقم 627 إدارى ديروط وانتشرت الشرطة فى المنطقة كلها تبحث عن الضحيتين. وقال إنه يشك فى ابن خالة على بدر لأنه كان معه حتى وقت تغيبه وأبلغ ضباط الشرطة بشكوكه، وأضاف الأب أنه لديه 3 أبناء آخرين هم عيد «18 سنة»، ومنى «19 سنة»، ونورا «14 سنة»، جميعهم فى حالة سيئة منذ اختطاف كريم وذكر أنه توجه إلى مشرحة المستشفى ، وكانت جثة ابنه كاملة. ومن جانبه، أفاد العميد إبراهيم صابر، مدير المباحث الجنائية، أن الطبيب الشرعى لم يتحقق من سبب الوفاة، بسبب التعفن الشديد للجثتين، واضطر لأخذ عينات من الأحشاء لفحصها ومعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة. ورجح مدير المباحث أن يكون مرتكب الجريمتين شخص واحد، وأنه تم القبض على «مشتبه به»، ويدعى «على بدر فضل الله»، وآخرين جار التحقيق معهم، وذكر مدير المباحث أن شخصًا ما عثر على الجثتين فى حظيرة يملكها الأول، بداخلها علف حيوانات ولم يبلغ النيابة ونقلهما إلى مكان آخر وبمواجهته اعترف بما فعله. وجاءت تحقيقات النيابة التى باشرها كل من عبدالرحمن شكرى، وعمرو مختار، أن أحد الأهالى عثر على إحدى الجثتين فى الترعة داخل جوال وأرشد الشرطة وبتكثيف البحث تم العثور على الجثة الثانية فى الزراعات بجوار مقابر قرية المندورة، مفصولة الرأس.
