قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن الجيل الجديد من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين اختلقوا هوية جديدة للجماعة داخل مصر وخارجها»، مؤكدة أن «الجميع حالياً لم يعد يرى أعضاء الجماعة بصورة النمطيين الملتحين». وأضافت الصحيفة، في مقال نشرته اليوم للكاتب جوزيف مايتون، أن «الجميع يرى الأعضاء الشبان بالجماعة كأفراد يطالبون بالمزيد من الحرية والديمقراطية، ناهيك عن حبهم للأفلام الأمريكية» حسب الصحيفة. وقال مايتون إن «جوهر المسألة يكمن في نمو حركة الشباب بالجماعة، والتي أصبحت الوجه الأساسي لها في الخارج على الرغم من عدم وجود أي قوة حقيقية لهم في عملية اتخاذ القرار». وأكد الكاتب أن «جماعة الإخوان لن تعود لعصرها القديم بعد الآن عندما كان عددأً من أعضائها يؤيدون العنف»، مضيفاً أن «الجماعة قطعت شوطاً طويلاً من أجل الاندماج في التيار المصري». وعلقت الصحيفة على ما قاله الكاتب فواز جرجس - بأن «انتخابات الجماعة دحضت مزاعمها بالظهور كجماعة دينية معتدلة لا تماثل تنظيم القاعدة المتشدد» - بقولها بأنه «على خطأ»، موضحة أن «القاعدة لا تجرى انتخابات داخلية من الأساس». واعتبرت الصحيفة أن النقاد حالياً «متخوفون من انتخاب محمد بديع مرشدا عاما للجماعة»، مضيفةً «أنهم يرون نجاح الشباب والاتجاه نحو الإصلاح في الفترة الأخيرة سيتم تعليقه بعد توليه مسئولية الجماعة». وذكر مايتون أن «عبد الرحمن عياش، المدون والعضو بالجماعة، عبر عن مخاوفه من رجوع سياسة سيد قطب بعد انتخاب بديع»، مضيفاً أن «بديع يرتبط بهذا الفكر المتطرف». وأضافت الصحيفة أن المرشد العام الجديد «يواجه عدداً من التحديات بعد توليه المنصب»، موضحة «أنه أصبح يرأس مجموعتين مختلفتين وهما الإصلاحيون الذين يدعون إلى الانفتاح داخل الجماعة لإتاحة المزيد من المشاركة والمناقشة بداخلها، وكذلك المحافظين الذين يريدون السيطرة على السياسات القديمة». واعتبر مايتون أن خليل العناني، وهو خبير سياسي إسلامي، من «أكثر الشخصيات التي تفهم جماعة الإخوان أكثر من غيره، قال إن التحدي الأكبر لبديع حالياً هو محاولة إيجاد توازن بين الإصلاحيين والمحافظين، فضلاً عن دمج الأعضاء الشبان داخل الجماعة».
