إيماء إلى ما ورد بنهاية مقال الأستاذ يسرى فودة بتاريخ 4/10/2009 أن أمة بلا ذاكرة وبلا علم هى أمة ماسخة لا تستحق يومها أو غدها وهى أمة لابد أن تدفع الثمن، وإذا كان جهل شبابنا عما يرمز له الاحتفال بالسادس من أكتوبر، فالمنطقى والعادى أنهم يجهلون الكثير عن التاريخ المصرى الحديث.. فغالبهم لا يعرفون أول رئيس جمهورية فحاضرنا هو امتداد لماضينا بكل ما يحمل من إيجابيات وسلبيات.. فقد رأينا احتفالات الدولة بالزعيمين ناصر والسادات أكثر من مرة خلال العام سواء فى ذكرى قيام ثورة 23 يوليو أو نصر أكتوبر العظيم وفى ذكرى وفاتهم.. إن الحقائق والأحداث التاريخية لا تموت أبداً قد تتوارى لفترة من الزمان حتى يخيل لنا أنها اختفت من الذاكرة، ولكنها لابد أن تعود وبقوة شديدة فى الوقت المناسب.. من كان يتصور أن يكون هناك مسلسل عن الملك فاروق بعد أن كانت صوره تظلل بالسواد فى الأفلام؟.. فإذا عدنا لمحمد نجيب كأول رئيس للجمهورية والذى وافته المنية فى 28 أغسطس 1984.. فلنتخيل ماذا يمكن أن يقوله لنا: «أنا مش زعلان منكم.. أنا لى عتاب فقط، فالاحتفالات تجرى سنوياً أكثر من مرة لناصر والسادات من خلال الأفلام التسجيلية والإشادة بذكراهم عبر وسائل الإعلام المختلفة وإجراء الحوارات المختلفة على قنوات التليفزيون العديدة.. حتى المثقفون نادراً ما يتذكرنى أحدهم.. وها هى أكاليل الزهور توضع على قبورهم سواء من الجهات الرسمية أو الحزبية أو من الأهل أو من الأصدقاء.. منذ تاريخ وفاتى مافيش حد افتكرنى!! مجرد زيارة لقبرى بدون أكاليل الزهور.. أنا متأكد أنه مافيش حد يعرف أنا مدفون فين.. حتى جيرانى فى المقابر المجاورة لى يتعجبون من أن أحداً لا يزورنى.. كأننى كنت عابر سبيل غريب وافته المنية فجأة، ودفنت فى هذا المكان.. فحتى أولادى سبقونى مبكراً إلى رحاب الله!! والأخير قهرته ظروف الحياة وانتقل إلى رحمته.. صدقونى أنا مش زعلان منكم.. ولكنه عتاب للأحباب.. فالكل سيلاقى من لا ظلم لديه.. فيحكم وهو العادل العظيم! محمود الراوى - القاهرة