اقتحمت مجموعة من المتظاهرين المناهضين للفاشية مقر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»، أمس، احتجاجاً على استضافة زعيم الحزب الوطنى البريطانى عضو البرلمان الأوروبى نيك جريفين، الذى كان وجه انتقادات للإسلام. واشتبكت قوات الشرطة البريطانية مع المحتجين خارج مقر هيئة الإذاعة البريطانية، حيث اجتاح نحو 25 متظاهراً المتاريس التى أقامتها قوات الشرطة ودخلوا قاعة الاستقبال فى مبنى الإذاعة فى غرب لندن، احتجاجا على قيام ال«بى. بى. سى» بتوجيه دعوة إلى جريفين للمشاركة فى برنامج «وقت الأسئلة» التليفزيونى، الأمر الذى أثار انتقادات لاذعة من شرائح مختلفة داخل بريطانيا، لاسيما أن الحزب الذى يتزعمه جريفين يعتمد سياسات معادية للمهاجرين والأقليات العرقية والإسلام. وركز جريفين هجومه على الإسلام خلال مشاركته فى البرنامج على القناة الأولى بتليفزيون «بى. بى. سى». وقال «إن رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل كان سيصبح مؤيدا للحزب القومى لو أنه على قيد الحياة حالياً». ومن جانبه، قال بيتر هين، وزير شؤون مجلس الوزراء البريطانى، إن «بى. بى. سى» أضفت غطاء الشرعية على «سموم» الحزب القومى البريطانى «العنصرى». لكن هيئة الإذاعة البريطانية دافعت عن دعوتها لجريفين مؤكدة أن ذلك يصب فى واجبها أن تكون غير منحازة. ودافع مدير (بى بى سى) مارك تومسون عن دعوة النائب اليمينى، متحديا الحكومة بتغيير القوانين، إذا ما رغبت فى مراقبة الحزب الذى يترأسه. ويوصف حزب نيك جريفين بأنه حزب «حليقى الرؤوس والنجمة المعقوفة» بسبب ماضيه المثير للجدل، فجذوره تمتد إلى «الجبهة القومية» الفاشية فى بريطانيا. وفى عام 1998 أدين جريفين بتهمة إثارة النعرات العنصرية عندما أنكر المحرقة اليهودية على يد النازيين إبان الحرب العالمية الثانية. كما اتهم بإثارة البغضاء، خاصة ضد المسلمين عام 2004 عندما التقطت «بى. بى. سى» لقطات له وهو يخاطب تجمعا ينتقد فيها الإسلام انتقادا لاذعاً. وقد أثارت اللقطات زوبعة أدت إلى فتح تحقيق لكن القضاء البريطانى برأ ساحة جريفين وأحد أعضاء الحزب من تهمة إثارة الكراهية الطائفية عام 2006.
