أمرت نيابة السيدة زينب، بإشراف رئيسها محمود إسماعيل، باستعجال تقرير الطب الشرعى فى البلاغ الذى تقدمت به أسرة واتهمت فيه ضابطين بقسم السيدة زينب بتعذيب ابنهم داخل الحجز لرفضه العمل مرشداً معهما. انتهت النيابة من الاستماع إلى أقوال عدد من المحتجزين داخل القسم، الذين شاهدوا الواقعة، والذين وصل عددهم إلى 45 شاهداً. تبين من أقوال أسرة المتهم فى التحقيقات التى أجراها باسل يحيى وكيل النيابة أن الضحية تم القبض عليه قبل العيد بأسبوع أثناء توجهه لزيارة والدته المسنة بشارع زين العابدين، وتم حبسه بعد عرضه على النيابة بتهمة حيازة مواد مخدرة، وقبل وفاته ب4 أيام منع مسؤولو القسم والدته من زيارته بحجة أنه نائم. وقال مصدر أمنى إن سبب الوفاة يرجع إلى إصابة الضحية بهبوط حاد فى الدورة الدموية. قالت والدة المجنى عليه نضيرة أحمد السيد 80 سنة فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار محمد غراب المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة إنها توجهت لقسم السيدة زينب قبل وفاة ابنها ب4 أيام لزيارته، وفوجئت بضباط مباحث القسم يمنعونها من الزيارة، وأخذوا الطعام لتوصيله إليه. وقبل الوفاة بيوم توجهت لزيارته مرة أخرى، فأخرجه أفراد أمن القسم من الحجز مستنداً على اثنين من الحرس، وطلب منها رؤية ابنته الكبرى ميرفت «7 سنوات»، وأضافت أن الزيارة لم تستمر أكثر من 10 دقائق، وتركته فى حالة إعياء شديد. وقال شقيقه «محمود» إنه توفى نتيجة تعذيبه داخل القسم، وعلم يوم الحادث من زوجته أنه توفى، وتم نقله إلى مستشفى المنيرة العام، وعندما توجه لرؤيته فى ثلاجة المستشفى شاهد آثار ضرب وتعذيب واضحة على جسده. وكانت والدته وقتها متواجدة بقسم السيدة فتوجه لها، وأخبره ضباط القسم أنه توفى نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية، فشعر بالقلق وطلب من المسؤولين أخذ ملابسه الموجودة فى الحجز، فتقابل مع بعض «المحتجزين» وأخبروه بأنه تعرض لتعذيب من ضباط القسم ومنعوه من تناول الطعام حتى وفاته. وقالت زوجته تقوى على محمد «25 سنة» ل«المصرى اليوم» إن زوجها كان يتعرض للتهديد من أمناء شرطة قسم السيدة زينب لرفضه العمل مرشداً معهم، وتقدم بعدة شكاوى لوزير الداخلية يستغيث منهم. وأضافت الزوجة أنه قبل العيد ب10 أيام حضر له 2 من أمناء الشرطة فى القسم، وطلبا منه «كسوة العيد»، وأخبرهما أنه لا يمتلك أى أموال لإعطائها لهما، وبعد يومين ألقى القبض عليه أثناء توجهه لزيارة والدته. وأضافت الزوجة أنها فوجئت بممرضة تعمل بمستشفى المنيرة العام تبلغها بأن زوجها توفى داخل المستشفى، وكان مصاباً بكدمات فتوجهت للمستشفى وشاهدت جثته، فوجدت يديه متورمتين ولونهما أزرق، وجسده متخشباً، فتوجهت لمكتب النائب العام وحررت بلاغاً ضد ضابطين بمباحث القسم تتهمهما فيه بتعذيبه حتى الموت.
